هالوين …….. خدعة ام حلوى ؟

الاختلاف في الثقافات والعادات والديانات يقابلها موروثات شعبية مشتركة تعتبر جزءاً مهماً من تاريخ الشعوب بين الشرق والغرب والتي لم تندثر حتى هذه الساعة ولكل جراءاته الرمزية التي يؤديها الأشخاص لقيمتها الدينية ومراسمها وملابسها المستوحاة من التاريخ.
فالقرقيعان والهالوين وغيرها تعتبر طقوس سنوية (ولن أخوض في إشكالاته الدينية فلها أهلها) ولكن تظل هذه الطقوس تبعث الفرح والسعادة في نفوس الأطفال شئنا ام ابينا.
فالكثير من الموروثات تتشابه نوعا ما بتجول الأطفال وارتدائهم ملابس تقليدية مرددين هالوين (ملعونين) و يقرعون الأبواب مطالبين بالحلوى!
أما القرقيعان (فيرتدي البنات الدراعة والبخنق والأولاد الثوب والنعل الشعبية) ويطوفون ببراءة مرددين:
(قرقيعان وقرقيعان بين قصير ورمضان..عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم)
كل ذلك مقابل الحصول على حلوى او هدايا من الجيران، وتختلف الأناشيد حسب الشعوب اختلافاً بسيطاً ولكنها تبقى متشابهة نوعاً ما في مضمونها.
سأبحر معكم في التاريخ وقصصه المشوقة لعالم العادات والتقاليد والموروثات لاسيما ونحن في شهر أكتوبر والذي يصادف نهايته عيد القداس او الهالوين.
لنتعمق أكثر في الهالوين ونعرف أكثر عن تفاصيله وحكاية قرعة الهالوين
وهي ثمرة القرع المضيئة؟ وما سر ارتباط الهالوين بثمرة اليقطين المضيئة؟
والتي اعتاد الأيرلنديون على تفريغ اليقطينة كتعويذة لطرد الأرواح المتجولة بعيدا!
وتقول الأسطورة أن الأرواح الشريرة تكثر في وقت الحصاد فيقوم المزارعون بحرق المحصول واستخدام القرع المضيء لأرهاب وطرد الأرواح الشريرة.
والهالوين أو Al Halloween كلمة مقسمة إلى all بمعنى كل
‏Hallow بمعنى قداس
‏Even بمعنى ايفن ليلة
أي ليلة القُدّاس
ولا اريد التطرق بالحديث عن جاك وشياطينه وتجوله دون هِداية مع يقطينة منحوتة بطريقة مرعبة واضعاً بداخلها مصباح او فحم لينير ظلمته الأبدية.
فما أصل الهالوين؟ وهل هو عيد وثني؟
يؤكد العلماء أن الهالوين مستقل وذو جذور مسيحية فعيد القُدّاس له جذور ضاربة منذ أكثر من ألفي عام ويُحتٌفى به لاستقبال الصيف وتوديع الشتاء البارد والمظلم وهو احتفال يرجع لشعوب (الكّلت) والتي أصبحت الآن اسكُتلندا لديهم معتقد أن الأرواح في هذا اليوم تنزل وتتجول في الأرض ليلاً حتى الصباح فيقدم الأحياء للأموات القرابين من أطعمة ومشروبات ويتنكرون بالأقنعة المرعبة
ويزورون الأماكن الموحشة مرتدين الاقنعة المرعبة وجلود الحيوانات ضناً منهم بخداع الأرواح الشريرة فلا يميزون انهم بشر!
انتقل الهالوين من اسكتلندا إلى أوروبا ومن ثم إلى أمريكا والتي أعادت احياؤه بنسخة جديدة للعالم فقد عملت أمريكا تحويجة سحرية أو بروباغندا (دعاية)
لتضيف كاريزما ساحرة وجذابة على المنتجات الثقافية بنكهة ترفيهية وأصبح الهالوين أكثر مرحاً والأهم انها تجذب شريحة كبيرة وهم المراهقين.
فيحتفل الغرب احتفالا عالمياً حتى أن هذا اليوم يعتبر يوم وطني تُغلق فيه الدوائر الرسمية مرحبة بقدوم عطلة مليئة بالغموض والسحر والخرافات!
وفي هذا اليوم تشتعل دور السينما بالأفلام المرعبة والحانات والمقاهي بموسيقي الرعب!
وتُباع ملايين الأقنعة المرعبة والملابس والهدايا التذكارية واليقطينة المضيئة السحرية ويعلقون عقود الثوم والبصل على رقابهم ومنازلهم ويرشون الملح ضناً منهم أنها طاردة للأرواح الشريرة!
ويتزامن مع هذا العيد فوضى وجرائم عديدة مع الاعتقاد بأن الأرواح هي من فعلت ذلك!
وقد يضيق صاحب المنزل ذرعاً من كثرة الطارقين من الأطفال والمراهقين في ليلة الهالوين المرعبة ليأتي جوابه من خلف الباب:
لا خدعة لا حلوى
‏NO TRICK NO TREAT
فيضع الأهالي أمام المنزل طاولة فيها أطعمة ومشروبات غريبة
وعناكب وجماجم مصنوعة من السكر مع يقطينة مضيئة.
ومن المستفَز أن يطرق أحدهم بابك بقوة وبصوت عالي وعين ترمي بشرر فيقول حلوى ام خدعة أو سأنزل عليك لعنه وسحر من الأرواح الشريرة؟!
وكما أن للهالوين معارضين فأن له مؤيدين وبكثرة سواء ثقافياً واقتصادياَ؟
فالبعض من الدول تعارضه بما فيها الإسلامية نظرا لما يصاحبه من فوضى وجرائم مخالفة للدين والأعراف.
ولكن الدول الكبرى تجني من الهالوين مئات المليارات ويصرف الأهالي عليه الآلاف!
والسؤال المحير لماذا نحتفل نحن العرب بذلك مع اننا ليس لنا ناقة ولا يقطينة بالهالوين؟
فالكثير من الأسر هنا تحتفل بالهالوين وهي لا تعرف ماهيته فقط كتقليد!
ولكن يبقى السؤال لكم عندما يطرق أطفال الحي بابك ويسألونك خدعة ام حلوى بماذا ستجيب؟