مفهوم الأزمات والتعامل معها وإدارتها

يوجد هناك العديد من التعريفات للأزمات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: نقطة تحول مصيري و مهمة  في حدث ما، و لها مميزات معينة و هي التحسن الملحوظ أو التاخير القوي والحاد, و لها علاقة قوية جداً بخلفيات سابقة ويجب أن تتغير ويحل محلها أشياء أخرى، وهناك متغيرات نوعية وكمية تؤثر في هذا الحدث.

وتعود بعض الأصول في التعريفات والمصطلحات للأزمة إلى الطب الإغريقي القديم والتي عرفها بنقطة تحول، يعني أنها مرحلة مهمة وحاسمة في حياة المريض، و تطلق على التغير الطارئ في جسم الإنسان.

ولذلك يوجد هناك من شبه الازمة بالانسان المريض و تطور حالتة المرضيه من خلال الاعراض  المبدئية و ارتفاع درجة الحرارة والاعراض المصاحبة  وبعد ذلك التشخيص و العلاج السريع و العلاج النهائي و التعافي بعد ذلك من المرض , و تم التعريف بعد ذلك في القرن السابع عشر على انها ارتفاع في درجة التوتر للعلاقات بين الدول.

و بالمعنى البسيط لإدارة اي شي، هو التعامل معه و التفاعل معه و امكانية قياسة للوصول إلى افضل النتائج الممكنة، بما يضمن و يحقق الاهداف الموضوعة من خلال فريق ادارة الازمة, وهي أيضًا عبارة عن "محاولات تطبيق مجموعة من القواعد و الإجراءات والخطط المبتكرة، و التي تتجاوز الهياكل التنظيمية المعتادة وأساليب الإدارة الروتينية المتعارف عليها، وذلك بهدف السيطرة على الأزمة والتحكّم فيها وتوجيهها وفقًا للمصلحة العامة.

و الان انتقل الى انه عند تقدير الأزمة وتحديدها تحديدًا دقيقًا، يقوم مدير "إدارة الأزمة" بمساعدة معاونيه بتحليل حالة الأزمة وعناصرها المختلفة ومكوناتها، بهدف اكتشاف المصالح الكامنة وراء صنع الأزمة، والأهداف الحقيقية غير المعلنة التي يسعون لتحقيقها, وذلك من خلال المعلومات المتوفرة. و فيما يخص تحليل الأزمة وتشخيصها, هنا يتم تحليل و تقييم الوضع الحالي (أو موقف الأزمة) بشكل عام و تحويلة  إلى أجزاء بسيطة لسهولة فهمها و استيعابها ثم إعادة تركيبها بشكل منظم، بحيث يتم التوصل إلى معلومات جديدة، عن صنع حالة الأزمة وكيفية معالجتها.

وفي مرحلة تحليل و تقييم الازمة، يتم فيها استخدام  بعض المعادلات الرياضية و الاحصائية و النماذج الرياضية لمعرفة و  لقياس حالة موقف الأزمة وتحليلها بشكل دقيق. وهذا النوع  بالطبع يعتمد على الاختيار الدقيق والصحيح لأدوات القياس والتحليل والتي من أهمها:

التحليل الدقيق لنقاط القوة و نقاط الضعف لدى كل طرف من الأطراف المرتبطة في الأزمة وكذلك الاطراف المضادة لها.

التحليل لعلاقات التقارب و التباعد  للمتغيرات والثوابت الخاصة بعوامل حالة الأزمة وعناصرها والعوامل المساعدة على إيجاد الأزمة، ومدى تأثر كل منها وتأثيرها على صنع الأزمة وعلى تشكيل حالة الأزمة.

تحليل الاسباب التي ادت الى نشوب هذه الازمة ة بناءاً على أساس المعلومات المتوفرة و التقصي لها بان تكون معلومات دقيقة و صحيحة , و إلى العوامل التي اثرت فيها، وكذلك معرفة  الموقف (درجة الأزمة) التوتر التي بلغتها الأزمة، ومراحل الاستقرار والتعادل التي استطاعت قوى ادارة الأزمة الوصول إليها.

تحليل طبيعة الخطر الذي تشكله الأزمة، وتكاليف استمرارها وأعباءه، ومدى تأثير كل ذلك على الكيان الذي نشأت به الأزمة.

وبناءً على ماسبق ذكره، يتم جمع كل البيانات و المعلومات التي تم الحصول عليها و كل ما تم الحصول عليه من تحليلات إلى عناصر رقمية و كمية ورمزية، ومن خلال ذلك يتم استخلاص المؤشرات والنتائج والحلول الكلّية والجزئية والبدائل المختلفة التي يتعيَّن الاختيار من بينها، الأمر الذي يقلل من إحتمالات الخطأ والتحيّز غير الموضوعي عند القيام بعملية التخطيط لمواجهة الأزمة.

هذه اطلاله على مفهوم الازمة و تحليلها بشكل مبسط و مختصر و اتمنى ان اكون قد وفقت في ذلك  و سيتم باذن الله الاستمرار في سلسلة لهذا المفهوم و ابعاده.