هجمات جوية وصواريخ.. التصعيد الإسرائيلي ضد غزة يدخل يومه الثاني

قصفت طائرات إسرائيلية غزة وأطلق نشطاء فلسطينيون صواريخ على مدن إسرائيلية اليوم السبت بعد أن أنهت عملية إسرائيلية ضد حركة الجهاد الإسلامي هدوءا نسبيا امتد لأكثر من عام على طول الحدود.

وقتلت إسرائيل أمس الجمعة أحد كبار قادة حركة الجهاد في غارة جوية مفاجئة في النهار على مبنى شاهق في غزة ورد نشطاء فلسطينيون بإطلاق وابل من الصواريخ.

وقالت إسرائيل اليوم السبت إنها شنت غارات على نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ. وقال شهود إن ضربات أخرى استهدفت خمسة منازل مما أدى إلى تصاعد سحب كثيفة من الدخان والغبار في السماء فيما هز دوي الانفجارات مدينة غزة.

وأطلق مسلحون فلسطينيون ما لا يقل عن 160 صاروخا عبر الحدود، ما تسبب في انطلاق صفارات الإنذار وهروع الناس إلى الملاجئ في مناطق أقصاها مدينة موديعين بوسط إسرائيل بين تل أبيب والقدس.

وذكرت خدمة الإسعاف الإسرائيلية أن معظم الصواريخ جرى اعتراضها ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات خطيرة.

وتحاول مصر والأمم المتحدة وقطر التوسط لإنهاء القتال. ويتوقف تصعيد القتال إلى حد كبير على حركة حماس التي تسيطر على غزة وما إذا كانت ستختار الانضمام إلى القتال.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الهجمات الإسرائيلية قتلت 14 فلسطينيا من بينهم ما لا يقل عن أربعة من أعضاء حركة الجهاد الإسلامي وطفلة وأصابت 110 أشخاص على الأقل.

ولم تكشف حركة الجهاد الإسلامي تفاصيل محددة عن عدد القتلى من أعضائها، ولم تقدم مؤشرات على استعدادها لمناقشة وقف فوري لإطلاق النار.

وقال مسؤول بالحركة لرويترز إن الوقت الآن للمقاومة وليس لهدنة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل 19 من نشطاء الجهاد الإسلامي في مداهمات ليلية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل في الوقت الذي استهدف فيه مواقع تصنيع الصواريخ ومنصات إطلاقها في غزة.

قلق الأمم المتحدة

يتكدس نحو 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة الساحلي الضيق حيث تفرض إسرائيل ومصر قيودا صارمة على حركة الأشخاص والبضائع من القطاع وإليه بجانب حصار بحري بسبب ما تقول الدولتان إنها مخاوف أمنية.

وأوقفت إسرائيل شحنات وقود كان من المخطط إرسالها إلى غزة قبل وقت قصير من بدء قصفها أمس الجمعة، وهو ما أدى إلى تعطل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع وخفض ساعات الإمداد بالكهرباء إلى حوالي ثمان ساعات في اليوم، الأمر الذي دفع مسؤولي الصحة إلى التحذير من تأثر المستشفيات بشدة في غضون أيام.

وساد الهدوء على الحدود إلى حد كبير منذ مايو 2021 عندما أسفر قتال عنيف استمر 11 يوما بين إسرائيل والنشطاء عن مقتل ما لا يقل عن 250 شخصا في غزة و13 في إسرائيل.

وقال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور فينسلاند إنه يشعر بقلق بالغ إزاء اندلاع العنف، ونددت السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب بالهجمات الإسرائيلية.

وكانت شوارع غزة خالية إلى حد كبير وظلت المتاجر مغلقة صباح اليوم السبت. وفي الموقع الذي قتل فيه القيادي في الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري، تناثرت الأنقاض وشظايا الزجاج والأثاث على طول الشارع.

وقالت مريم أبو غنيمة (56 عاما) التي تسكن في نفس الشارع إن الجيش الإسرائيلي لم يصدر تحذيرا قبل الهجوم كما فعل في جولات العنف السابقة.

ولم يرد الجيش حتى الآن على طلب للتعليق.

وقال متحدث باسم الجيش إن القوات الإسرائيلية بذلت جهودا لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين في الهجوم المفاجئ والذي استعان بوسائل دقيقة لاستهداف طابق معين من المبنى.

وفرضت إسرائيل إجراءات أمنية خاصة في مناطقها الجنوبية بالقرب من غزة وذكرت إذاعة الجيش إنه يستعد لاستدعاء نحو 25 ألف من العسكريين، في حين بدت الشوارع في البلدات القريبة من الحدود خالية.

وتصاعد التوتر الأسبوع الماضي بعد أن اعتقلت القوات الإسرائيلية قياديا في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، مما دفع الحركة إلى التهديد بالانتقام.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إن الهجمات التي شُنت يوم الجمعة أحبطت هجوما فوريا وملموسا لحركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران والتي يصنفها الغرب منظمة إرهابية.

وقال بعض المحللين السياسيين الإسرائيليين إن العملية العسكرية أتاحت لرئيس الوزراء فرصة لتعزيز أوراق اعتماده قبل انتخابات أول نوفمبر.