أداء صلاة الكسوف في المسجد الحرام

أدَّى المصلون في المسجد الحرام اليوم، صلاة كسوف الشمس، اقتداءً بسنة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - في أجواء إيمانية تبتهل فيها القلوب خاشعة متضرعة لبارئها وتتوسل إليه ،وترجو مغفرته وعفوه ورضاه.

وأمّ المصلين فضيلة الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة ،الذي ألقى عقب انتهاء الصلاة خطبة، حث فيها المصلين بتقوى الله عز وجل واتباع أوامره واجتناب نواهيه والرجوع إليه والإنابة له سبحانه.

وأوضح فضيلته أن اللهُ سبحانه وتعالى قد أضاءَ بقُدرته الشمسَ وكَشَفها، فقد طَمَس بحكمتِه نورَها وكَسَفها؛ تخويفًا لعباده وإنذارا، وزَجرًا لهم وإعذارا ، مشيراً إلى أنها كَسَفت في زمن النبي ﷺ مرةً واحدة، في يومٍ شديدِ الحَرِّ من أيامِ السنةِ العاشرة للهجرة، فقام عليه الصلاةُ والسلامُ يَجُرُّ رداءَه حتى دخل المسجد، فصلى ركعتين حتى انجَلَت الشمس، فخَطَب الناسَ، فحَمِد اللهَ وأثنى عليه ثم قال: (إن الشمسَ والقمرَ آيتان من آيات الله، لا يَخسِفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتُم ذلك فادعوا اللهَ وكبِّروا وصلُّوا وتصدقوا) ثم قال: (يا أُمَّةَ محمد: والله ما مِنْ أحدٍ أغْيَرُ من الله أن يَزني عبدُهُ، أو تزني أمتُهُ، يا أُمَّةَ محمد: والله لو تعلمون ما أعلمُ لضحكتُم قليلا، ولبكيتُم كثيرا).

وقال الدكتور بليلة لا يغرُّكُمُ من الكريم سبحانُه إمهالُه، ولا يحمِلْكُمْ على الصُّدُودِ إفضالُه ، وتجنب المعاصي والزَّلَل، وأصلِحوا ما في النفوس من الخَلل، وارتدوا من الطاعات أجمل الحُلَل، فسِهامُ المَنايا تخرِمُ حَبْلَ الأمل، وما للعُمرِ إن فات مِن رَدٍّ أو بَدَل ، مشيراً إلى أنه من لم يَندَمِ اليومَ لم ينفعْهُ في غدٍ ندم، وستطولُ حَسرتُهُ وتَزِلُّ منه القدم.