متحدث حركة النضال العربي لتحرير الأحواز لـ«الوئام»: نهاية النظام الإيراني الإرهابي اقتربت

أكد الدكتور عباس المتحدّث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، مباركته ودعمه للانتفاضة التي تعم إيران وتطالب بإسقاط النظام الإرهابي الحاكم في طهران.

وقال في حوار مع صحيفة "الوئام"، إن المظاهرت وإن كانت لا تحقق الهدف النهائي بالنسبة إلى الشعب العربي الأحوازي، أو الشعوب المحتلة الأخرى، باعتبار أنّ الهدف هو التحرير والاستقلال، إلّا أنها تعدّ خطوة مهمة وكبيرة على طريق تحقيق الأهداف المنشودة من ناحية، وضمان الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، من الناحية الأخرى.

وإلى نص الحوار:

- بداية، حدثنا عن الترتيبات الأخيرة لحركتكم المناضلة؟

لا ريب أنّ حركة النضال العربي لتحرير الأحواز قد مرّت وتمرّ بظروف استثنائية، نظراً لتركيز المحتل عليها، بسبب زخم العطاء والضربات الموجعة التي وجهتها إلى الكيان الإرهابي الإيراني الغاصب لدولة الأحواز العربيّة.

وبإيعاز من رئيس الحركة، الأخ المناضل حبيب جبر (أبو أياد)، قمنا بتشكيل "اللجنة الثورية"، أصدرت أولى بياناتها بتاريخ 26/10/2022، لتتولّى مهمّة قيادة كافّة مؤسّسات الحركة ومكاتبها ولجانها، مؤكدين لشعبنا العربي الأحوازي الأبيّ، وللعالم أجمع، بأنّ جميع محاولات العدوّ للنيل من الحركة، فما هي إلّا محاولات يائسة، ومصيرها هو التحطّم على صخرة الصمود العربيّة الأحوازيّة.

- ما هو موقفكم من الانتفاضة في عموم جغرافيا ما تسمّى بإيران؟

موقفنا صريح وواضح، بإعتبار أننا نبارك هذه الانتفاضة ونؤيّدها ونساندها وندعمها، خاصة أنّ روّادها هُم الشعوب غير الفارسيّة المحتلة بالدرجة الأساس، فالانتفاضة قد اندلعت من مدينة "سقز" الكرديّة، وسرعان ما استجاب إليها شعب آذربايجان وبلوشستان، كما انهالت البيانات التضامنيّة الواردة من القوى الوطنيّة الأحوازيّة، وحتى وإن كان إسقاط هذا النظام الإرهابي الحاكم في طهران، لا يحقق الهدف النهائي بالنسبة إلى شعبنا العربي الأحوازي، أو الشعوب المحتلة الأخرى، بإعتبار أنّ الهدف هو التحرير والاستقلال، إلّا أنه يعدّ خطوة هامّة وكبيرة على طريق تحقيق أهدافنا المنشودة من ناحية، وضمان الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، من الناحية الأخرى.

 

- أصدرتم بياناً عن لسان القائد حبيب جبر، أطلعنا على البيان وما ينصّ عليه.

أكّد الأخ القائد حبيب جبر، رئيس الحركة العربي لتحرير الأحواز خلال بيانين أصدرهما، أكد بقاء الشعب العربي الأحوازي على العهد مع الشعوب المنتفضة، وعلى وجه الخصوص، شعب آذربايجان، كردستان، بلوشستان، وتركمنستان، كما بعث برسائل تضامنيّة صريحة، فخاطب هذه الشعوب الثائرة بالقول: "شهيدكم شهيدنا، وشهيدنا شهيدكم"، مؤكداً على ما يجمعنا مع هذه الشعوب من وحدة الهدف والمصير.

وبعد دعوته لشعبنا الأحوازي بالتأهب والاستعداد للمرحلة القادمة، أكّد أنّ الانتفاضة الحالية التي تعمّ هذه الجغرافية الاصطناعيّة، إنما تشكّل تحد حقيقياً لهذا النظام الدموي، كما اعتبرها مؤشراً مهما لقرب انهياره وزواله إلى الأبد، وقد استمد الأخ القائد خطابه من التطوّرات الكبيرة والإيجابية في المواقف الدوليّة عموماً، والدول الغربيّة خصوصاً، والتي اعتبرها سابقة جديدة وتطورّاً كبيراً وغير معهود في تعاطي هذه الدول مع الانتفاضات السابقة.

- ما هو موقفكم من المعارضة الايرانية في حال سقط النظام الايراني؟

 

مواقفنا كانت ولا زالت واضحة تجاه معارضيّ هذا النظام، فعلى هذه المعارضة أن لا تكون خارجة عن القوانين والأعراف الدوليّ، فالقوانين والمقرّات الدوليّة الواضحة والصريحة التي ينبغي على هذه المعارضة الإلتزام بها، تتمثل في الاعتراف بالمبدأ الحق الوارد في المادتين الأولى والخامسة والخمسون من ميثاق الأمم المتحدة والتي تنصّ على ضرورة منح كافة شعوب العالم حقها في تقرير مصيرها، وعلى المعارضة التقيّد بهذا الحق القانوني لكافة الشعوب الواقعة ضمن هذه الجغرافية الاصطناعية، وبمسمياتها الحقيقية، كشعب الأحواز، آذربايجان، كردستان، بلوشستان، وتركمنستان.

كما عليها الإقرار بحق سيادة الشعوب على أراضيها، ولا ريب أنّ هذا المطلب، يعدّ من المبادئ الأساسية التي قامت من أجلها هيئة الأمم المتحدة، كما عليها (المعارضة)، التخلّي عن تمسكها بوحدة جغرافية ما تسمّى بإيران، فالتمسك بهذا الادعاء الباطل، يعني أولاً مخالفة القوانين الدولية، ويتعارض مع حق الشعوب في السيادة على أراضيها.

فإن تقيّدت المعارضة بهذه المبادئ القانونيّة، آنذاك سوف يتمّ التنسيق مع شركائنا في النضال ضد الاحتلال، للترتيب حول كيفيّة التعامل معها.

 

- هل لديكم خطة لمرحلة ما بعد إسقاط النظام الايراني؟

شعبنا يتهيأ بشكل إيجابي وجدّي، ويتعاطى مع الأحداث بمنتهى الجديّة، وينظم صفوفه في الداخل، فالرسائل الواردة من أرض الأحواز تؤكّد مدى استعداد الجماهير الأحوازيّة وقواها الوطنيّة سواء للتعامل مع الأحداث الحالية أو لمرحلة ما بعد سقوط هذا النظام الإرهابي.

ولا ننسى أنّ عمر الاحتلال قد طال ليبلغ نحو قرن من الزمان، فترك ما ترك خلفه من مخلفات بشعة كمحاربة الهويّة العربية الأحوازي، منع الدراسة والحديث باللغة العربية، نهب الثروات الوطنيّة الأحوازية، بناء أكثر من مائة سد على مصبات وروافد الأنهر الأحوازية بغية تجفيفها وإزالة الطبقة النباتية في الأحواز، تدمير بيئة الأحواز، نشر الأوبئة والأمراض، الإفقار الاقتصادي، أسر الشهداء والأسرى والمطاردين والملاحقين، رسم الحدود البريّة والبحريّة، البنية التحتيّة، فهذه كلها ملفات كبيرة وشائكة، وتتطلب اتخاذ إجراءات منها سريعة وعاجلة، وأخرى متوسطة أو طويلة المدى لمعالجتها.

أخيراً ما هي رسالتكم لأشقائكم العرب؟

رسالتنا إلى أشقائنا العرب، هي الانتقال مرحلة ردود الأفعال فيما يتعلق بالاعتداءات والجرائم والأعمال الإرهابية المتأتية من الكيان الإرهابي الايراني منذ عشرات السنين، إلى مرحلة صانعي الأحداث وجعل هذا الكيان يغرق بأزماته الداخليّة والخارجيّة، وهو الأمر الذي سيعجّل حتماً في انهياره وتهاويه، كما نؤكّد لأشقائنا بأن يكونوا معنا كما نحن معكم، فالأحواز هي بوابتكم والضامنة لأمنكم القومي، وهي ذخركم وسندكم في الشدائد.