فوزية العتيبي تكتب: الاعتذار الصادق

فوزية العتيبي
فوزية العتيبي

قرأت منذ فترة رسالة اعتذار كانت رقيقة وراقية لأبعد الدرجات، كانت مؤثرة "أدبيا"، ولكن.. هل هي صادقة أم لا؟ حسب رأيي الشخصي: لا أعتقد.

أنا مع التماس العذر، مع المداراة وسياسة النفس الطويل وشعرة معاوية لآخر لحظة، لكني أيضا لا أصدق الاعتذارات المتكررة لأخطاء لا تتوقف!

من الطبيعي جدا طرفي أي علاقة، أسرية كانت أو زمالة عمل أو حتى شراكة مالية، أن يكون هناك شدّ وجذب، الأخطاء تقع والزلل يحدث وسوء الفهم يتكرر.

والاعتذار دائما "نقطة نظام" لتهدأ عاصفة الغضب أو تنقشع غيمة الحزن، وتتضح الرؤية وتنطلق العلاقة بقانون جديد وإدراك جديد، هذا التصرف حينما بدر مني كان لهذا السبب.

قد يكون السبب مبررا كافيا، وأحيانا عندما ندرك أن التصرف وإن كنا نراه عاديًا؛ إلا أنه موجع للطرف الآخر بشكل ما، هنا حتما ولابد أن يكون اعتذارنا مقرونا بفعل، وهو أن نتجنب هذا التصرف مستقبلا.

وإن تكرر ذلك فهو لم يعد زلل يمحوه الاعتذار، فقد تحول إلى اعتداء أو حتى لا مبالاة، لا جدوى من الاعتذار بعدها أبدا.

لا ينبغي لأحدنا أن يكون له سلطة على الآخر لكي نلتمس الرضا وننتقي الكلمات ونتفقد الأحوال ونساند في المحن، هي قوانين إنسانية راقية للعلاقات الصحية.

ودائما الذي يعتذر ويبرر ولا يكرر هو الكبير، والنبيل، والمحب بكل صدق، وليس غير ذلك.