“الطاولة المستديرة”.. إشادة بجهود المملكة في قطاع التعدين ومبادرات معالجة التحديات المناخية

اختتم اليوم الثلاثاء في الرياض اجتماع الطاولة المستديرة الثاني للوزراء المعنيين بشؤون التعدين، المنعقد في إطار مؤتمر التعدين الدولي، الذي يجري تنظيمه خلال الفترة من 10 إلى 12 يناير 2023، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله.

 

دور حيوي

وقال وزير الصناعة والثروة المعدنية، رئيس اجتماع الطاولة المستديرة الثاني بندر الخريف: إن انعقاد اجتماع الطاولة المستديرة الثاني للوزراء يأتي تبعاً للدور الحيوي الذي تلعبه صناعة التعدين في تشكيل عملية انتقالنا إلى مستقبل مستدام وإحداث تنمية اقتصادية عادلة.

 

مناطق ناشئة

وأشار إلى أن المنطقة التعدينية الناشئة الممتدة من إفريقيا إلى غرب ووسط آسيا لديها إمكانات وقدرات تعدينية واعدة وقادرة على سد الفجوة المتوقعة على الطلب في المستقبل.

 

سلاسل الإمداد

وذكر أن جميع الدول المشاركة في الاجتماع لديها صوت واحد فيما يتعلق بالحاجة إلى العمل على تأمين مستقبل سلاسل الإمداد للمعادن لتحقيق الانتقال العالمي للطاقة الخضراء والتنمية الاقتصادية الإقليمية في قطاع التعدين والمعادن، قائلًا: "معًا لدينا صوت أقوى عند اتخاذ القرارات بشأن مستقبلنا، ومعًا يمكننا تشكيل مستقبل التعدين والمعادن، ومعًا يمكننا رسم مسار نحو مستقبل أخضر وعادل".

 

الاحتباس الحراري

وأوضح في بيان صحفي، صدر في ختام الاجتماع، الذي شهد مشاركة 60 دولة ممثلة بعدد من الوزراء والمسؤولين رفيعي المستوى للدول والمنظمات، أن المشاركين ناقشوا مجمل التحديات التي تواجه قطاع التعدين في العالم، وأكدوا أن من أبرز هذه التحديات النمو الكبير في الطلب على المعادن اللازمة لجهود الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تُمثل هدفاً تم إقراره، لأول مرة، في اتفاقية باريس، في عام 2015م، وتم تأكيده في المؤتمر السابع والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية التغير المناخي، الذي عُقد مؤخراً في مدينة شرم الشيخ في مصر.

 

مبادرات رائدة

وأشاد المشاركون بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر وانعقاد نسختها الثانية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله- والمبادرات الرائدة التي تبنتها المملكة لمعالجة التحديات المناخية.

 

ركيزة ثالثة

وثمن المشاركون في الاجتماع جهود رؤية المملكة 2030 التي اعتبرت قطاع التعدين من أسس اقتصاد المملكة وركيزة ثالثة للصناعة الوطنية، وأشادوا بالأدوار التي قام بها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله- للنهوض بقطاع التعدين.

 

محاور النقاش

وذكر البيان أن نقاشات اجتماع الطاولة المستديرة الوزاري الثاني تركزت في أربعة محاور، المحور الأول قدرة المنطقة على تلبية الطلب العالمي على المعادن الحرجة وعلى تطوير اقتصاداتها، والمحور الثاني بناء الثقة المجتمعية، من خلال القيام بأعمال التعدين بمسؤولية، وتطبيق معايير عالية من الأداء البيئي والاجتماعي، والحوكمة، والمحور الثالث مناقشة فرص المشاركة والتعاون في تطوير استراتيجية المعادن الحرجة والاستراتيجية، وما ينتظره العالم من المنطقة في هذا الصدد، وفي المحور الرابع ناقش المشاركون في الاجتماع كيفية جعل "مراكز التميز" جزءاً من استراتيجيات المعادن الحرجة، لتمكين المنطقة من تحقيق إمكانات التنمية فيها، مع التركيز على تنمية القوى العاملة، والقدرة على الوصول إلى رأس المال، والابتكار.

 

تقنيات جديدة

وأضاف أن هناك إجماعٌ من المشاركين على كون المعادن ضرورية لبناء اقتصاد أنظف، من خلال التقنيات الجديدة والناشئة، بما في ذلك السيارات الكهربائية، والبطاريات التخزينية، والطاقات المتجددة.

 

معادن حيوية

وأجمعوا كذلك على تسارع الطلب على هذه المعادن الحيوية، وعلى أن النمو في الطلب على هذه المعادن يُتيح فرصة غير مسبوقةٍ لإعادة صياغة الطريقة التي تُدار بها سلسلة القيمة للتعدين والمعادن، بحيث يكون أفراد المجتمعات هم محور الاهتمام في هذه السلسلة.

 

تعاون وتنسيق

وشدد المشاركون في الاجتماع على أهمية التعاون والتنسيق بين الحكومات وشركائها، من القطاع الخاص والمجتمع المدني، عل اعتبار أن هذا التعاون سوف يشكل أساسًا للتطورات المستدامة والشاملة، التي سيشهدها قطاع المعادن، والتي ستوصل الفوائد المشتركة التي ستُجنى من القطاع إلى المجتمعات المحلية والقطاعات الحكومية في المناطق.

 

أرضية مشتركة

واتفقوا على الحاجة إلى توفير مساحة للتحاور حول التحديات الحالية والمستقبلية، المتعلقة باستدامة مستقبل المعادن، كما اتفقوا على نهجٍ تعاوني يجمع كل الأطراف ذوي العلاقة، الذين يسعون لإرساء أرضية مشتركة لتطوير سلاسل إمدادٍ لقطاع المعادن، تتسم بالمرونة والقدرة على التعافي السريع، وأكّدوا أن الوقت الراهن هو الوقت المناسب للمنطقة لإجراء هذا الحوار.

 

أهمية المخرجات

ومن جانب آخر اتفق المشاركون على استمرار التعاون والتنسيق فيما بين دولهم، وأشادوا بدور اجتماع الطاولة المستديرة الوزاري وأهمية مخرجاته في تطوير قطاع التعدين والصناعات المعدنية. وقدموا شكرهم للمملكة العربية السعودية على تنظيم المؤتمر، وأشادوا بدورها الريادي في تطوير قطاع التعدين والصناعات المرتبطة به.

 

موضوعات ملحة

وتنطلق جلسات مؤتمر التعدين الدولي غداً الأربعاء ولمدة يومين، بمشاركة أكثر من 200 متحدث من المملكة ومن مختلف دول العالم، لمناقشة عدد من الموضوعات الملحة في قطاع التعدين وصناعة المعادن على المستويين الإقليمي والدولي.

 

إمكانات وفرص

ومن بين جلسات المؤتمر جلسة بعنوان "استعراض إمكانات وفرص التعدين في المملكة وفي منطقة التعدين الناشئة التي تمتد من أفريقيا إلى غرب ووسط آسيا"، وجلسة بعنوان "دور المملكة وريادتها على مستوى العالم في إمدادات الطاقة المتجددة وجهودها في تطوير قطاع التعدين في المنطقة"، وهناك جلسة عن "التطورات الاقتصادية والبيئية والسياسية العالمية التي تؤثر على صناعة المعادن في المنطقة"، وكذلك جلسة تحت عنوان "التطابق بين العرض العالمي والطلب ودور المنطقة في سد فجوة العرض والطلب على المعادن".

 

أبرز المشاركين

ويشارك في جلسات المؤتمر، عدد من الوزراء أبرزهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزير الطاقة، ووزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، ووزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر بن إبراهيم الخريف، ونائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد المديفر، ووزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا، ووزير الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية بالمملكة المتحدة غرانت شابس، ووزيرة المناجم بدولة الكونغو الديمقراطية أنطوانيت نسامبا كالامباي.

 

معارض خارجية

وتشمل فعاليات المؤتمر تخصيص منطقة لعرض أحدث تقنيات التعدين الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى منطقة معارض خارجية ومنطقة مخصصة لعرض الفرص الاستثمارية في مناطق أفريقيا وغرب ووسط آسيا، بصفتها مناطق تعدينية واعدة قادرة على الإسهام في سد فجوات الطلب المستقبلي على المعادن، فضلاً عن منطقة توقيع اتفاقيات الشراكة ومذكرات التعاون.