خلال 5 مراحل وبأكثر من 50 قطعة ذهبية.. الكعبة ترفل بالحرير

المرحلة الأولى تبدأ بتحلية الماء المستخدم في غسيل الحرير المُخصَّص لثوب الكعبة المشرفة

بكسوة سوداء لا شية فيها، متوجة بالزخرف، استُبدلت أقمشة الكعبة المشرفة، برداء حريري مرصع بخيوطٍ ذهبية، مزينة بـأكثر من 50 قطعة ذهبية، في مشهد يتكرر كل عام عند نهاية شهر ذي الحجة.

اللافت في الأمر ليس عملية تغيير كسوة الكعبة، بل صناعة ذلك الحرير المسجى على جسدها، فالأغلب ربما إنهم لا يعرفون تفاصيل استبدال الكسوة التي تمر بمراحل متنوعة.

شاحنة معقّمة لنقل كسوة الكعبة

وقبل الحديث عن المراحل، فإن هذه الكسوة وحدها تنقل عن طريق أسطول يتكوّن من شاحنة خاصة من مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة إلى المسجد الحرام، للحفاظ عليها من أي ضرر قد يطالها، فضلاً عن أن هذه الشاحنة جرى تعقيمها قبيل نقل الكسوة.

وفي المقابل، فإن مجمع الملك عبد العزيز يجهز سيارة احتياطية مرافقة للسيارة الرئيسة، و ورشة متنقلة مدعومة بالطاقم الفني، فضلاً عن حافلتين أخريتين لنقل الصناع والخياطيين.

اقرأ أيضاً:

فيديو.. لحظة دخول كسوة الكعبة إلى الحرم المكي

مراحل عديدة

وبالعودة إلى كسوة الكعبة، فإن المرحلة الأولى تبدأ بتحلية المياه، وربما يتسائل البعض ما علاقة هذا الأمر بكسوة الكعبة، غير أن واقع الأمر يشير إلى ضرورة ضبط درجة الحرارة المئوية للماء المستخدم في غسيل الحرير المُخصَّص لثوب الكعبة المشرفة، تليها تهيئة الماء المُحَلَّى وفق مواصفات ومعايير معينة لعملية صناعة الحرير.

وبعده على الفور، تبدأ مرحلة "المصبغة "، إذ يغسل الحرير في درجات حرارة عالية، لكي تزال الطبقة الشمعية الحافظة للحرير المعروفة بـ "السيرسين"، ليصبغ الحرير بعدها باللون الأسود وهو الثوب الخارجي للكعبة المشرفة، فضلاً عن صبغة خاصة بالحرير باللون الأخضر للكسوة الداخلية والحجرة النبوية.

وحينما تنتهي عملية غسل الحرير، يجفف بعد عملية الصباغة في مجففات خاصة، ليس الأمر باليسير كما يخيل للبعض فكسوة الكعبة عملية يبدو ظاهرها سهلاً لكنها صناعة مستقلة بحد ذاتها.

ففي كسوة كعبة هذا العام، بلغ عدد العاملون 114 صانعًا حرفيًّا متمكنًا ينتج 56 قطعة مذهبة للكعبة، إذ تجمع الأعمال بشكل يدوي، ويستغرق العمل على القطعة المذهبة الواحدة ما بين 60 إلى 120 يومًا، فضلاً عن كمية أسلاك الذهب والفضة المستخدمة في القطع المذهبة على كسوة الكعبة 120 كيلو جرامًا من الذهب، و 100 كيلو جرام من الفضة.

ولا يعتقد الكثيرون أن ذلك الحرير الأسود المنسدل على جسم الكعبة، يخضع إلى عملية اختبارات عدة، إذ تؤخذ عينات عشوائية من الحرير قبل وبعد الصبغة؛ للتحقُّق من الجودة عبر التأكد من مقاومة الثوب للعوامل المناخية وقوة الشد، ومطابقة الحرير المواصفات والمقاييس المعتمدة، والتأكد من مواصفات أسلاك الفضة والأسلاك الفضية المطلية بماء الذهب.

"النسيج الآلي"

فيما تشهد المرحلة الرابعة "النسيج الآلي"، إذ تحول الخيوط الحريرية من شلل كونات "مكرات" بواسطة مكائن اللف الآلية، والكونات إلى سداية تضمُّ أكثرَ من 9900 خيطٍ للمتر الواحد من الحرير عن طريق آلة مخصصة "التسدية " وكذلك برم الخيوط في مكائن البرم بالعدد المطلوب لاستخدامها في مكائن النسيج .

اقرأ أيضاً:

بدء أعمال تغيير كسوة الكعبة المشرفة

في سياق هذه المراحل، تمر كسوة الكعبة بما يسمي بتركيب التسدية إما في مكينة نسج الحرير السادة لإنتاج قماش الحرير لطباعة الآيات القرآنية وتطريزها بأسلاك الذهب والفضة المستخدمة في الحزام لإنتاج ثوب الكعبة المشرفة المنقوش،أو تركيب خيوط التسدية في ماكينة القطن لإنتاج بطانة كسوة الكعبة المشرفة .

وتبدأ المرحلة الخامسة التي تتمثل في "الطباعة" لتثبيت قطع القماش الحرير السادة على قطعتي خشب بمقاسات مختلفة تسمى "المنسج" لتطبع عليها الآيات القرآنية بواسطة "السلك سكرين" لحزام الكعبة .

وبعدئذ، يجمع العاملون طاقات القماش المنقوش وتثبيت الآيات المذهبات عليها، وكذلك تجميع ستارة باب الكعبة المشرفة، ليزدان جسد الكعبة بكسوة جديدة .