قصة انطلاق “أرامكو” في ثلاثينيات القرن الماضي.. أولى لبنات الازدهار النفطي للسعودية

أرامكو في الثلاثينيات
أرامكو في الثلاثينيات

تعود بدايات شركة أرامكو السعودية إلى عام 1933، عندما أبرمت اتفاقية الامتياز بين المملكة وشركة "ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا"

تم إنشاء شركة تابعة لها سميت "سوكال" لإدارة الاتفاقية، وقعها الشيخ عبدالله سليمان وزير المالية في جدة مع محامي الشركة.

وبعد مسح صحاري المملكة عام 1935 وبعد عامين دون نجاح، قرر المسؤولون في 1937 بمشورة كبيرة الجيولوجين الاستمرار في أعمال الحفر حتى 1938، حيث تم اكتشاف بئر الدمام رقم 7 أو بئر الخير هو أول بئر نفط اكتشف في المملكة العربية السعودية في مارس 1938 م، وذلك على بعد أميال قليلة شمال الظهران على التل المعروف باسم (جبل الظهران).

بعد أن حصلت سوكال على الامتياز بدأت في التنقيب في قبة الدمام، كان فريقها يتكون من 13 أمريكيا من بينهم أفضل جيولوجي في الشركة، ماكس ستينكي الذي يعزي إليه الكثيرون ممن عملوا معه فهم التكوين الطبقي للمنطقة الشرقية وذلك قبل أن توجد التكنولوجيا الحديثة للتنقيب.

كان الجيولوجيون الأفذاذ الأوائل من أمثال ستينكي يلاحظون ويدرسون التشكيل الجيولوجي الظاهر فوق الأرض ومن ثم يتخيلون الامتداد الطبقي لها تحت الرمال.

أنتج أول بئر حفر في قبة الدمام 6000 برميل يومياً ولكنه سرعان ما أصبح حفرة فارغة. البئر الثاني أنتج كميات ضخمة ولكنهم أغلقوه لأن صهاريج التخزين قد امتلأت بالكامل. أصبح الحماس كبيراً في موقع الحفر بعد هذا النجاح ولكن كبار المدراء في مقر شركة سوكال في سان فرانسيسكو كانوا قلقين جداً بسبب المصاريف التي يتكبدونها جراء التنقيب في هذا الموقع النائي. بدأ الحفر في الآبار رقم 3 إلى 6 وبينما الحفر جار فيها إذا بالبئر رقم اثنان يبدأ في إنتاج الماء بعشرة أضعاف إنتاجه للبترول، أما الآبار من 3 إلى 6 فقد كانت إما جافة أو بها كميات قليلة من الزيت.