ملحمة عمرها 50 عاما.. “الوئام” تروي قصة بناء “مدرسة سبوحة” على نفقة المعلمين

المدرس يكرم أحد الطلاب
المدرس يكرم أحد الطلاب

نحو 50 عاما مضت ولا تزال مدرسة سبوحة الابتدائية في شرائع مكة المكرمة، شاهدة على ملحمة غير مسبوقة قادها 10 رجال، بالتعاون مع مواطن تبرع بقطعة الأرض.

في عام 1399 تأسست المدرسة في مبنى مستأجر بالقرية التي يسكنها ما يقرب من ألف نسمة، ثم انتقلت إلى مبنى حكومي عام 1424هـ.

المدرسة مميزة عن غيرها وذلك لأن من شُيّد هذا المبنى وتكفّل به هم معلمو المدرسة التسعة ومراسلها المكتبي.

وبالتزامن مع اليوم العالمي للمعلم 2023، اليوم الخميس 5 أكتوبر، تحدثت صحيفة "الوئام" مع الأستاذ طه محمد الغامدي، أحد معلمي هذه المدرسة ومن المساهمين في هذا المشروع، ويعد هو آخر المعلمين على رأس العمل حالياً.

روى طه الغامدي القصة بشغف كبير، يؤكد في البداية أنهم علموا أن هناك أرض تبرع بها أحد أهالي المنطقة التي يدرسون بها لإنشاء صرح تعليمي داخل الحي، فبادر مع منسوبي المدرسة بالتكفل بتشييد المدرسة ومرافقها، يقول: "لأننا كنا نعلم عِظم أجر هذا العمل حينها، واليوم بعدما رحل مجموعةً من المعلمين والمراسل والذين ساهموا في هذا العمل إلى الدار الآخرة والبعض الآخر تقاعد، نسأل الله أن يتقبل هذا العمل خالصاً لوجهه".

عن التكلفة التقريبية لبناء المدرسة، كشف عن أنها تبلغ تقريبا ما بين 300 -400 ألف ريال، موضحا أن الوزارة ممثلة في إدارة التعليم بمنطقة مكة المكرمة قدمت كل الدعم وذللت الصعاب وكانت كل مراحل التشييد بإشراف مباشر منهم.

وأضاف أن الوزير الراحل محمد بن أحمد الرشيد رحمه الله قد حضر بنفسه حفل افتتاح المدرسة وهذا دلالة على سمو الفكرة ولأنها بادرة لم يسبق أن عُمل بها داخل الميدان التعليمي وتم ذلك في عام 1424هـ".

وعن رد فعل الأهالي، قال: "من أجمل المواقف حقيقةً، ولعل الفضل بعد الله لهم في المبادرة بالتبرع بالأرض إضافةً لتعاونهم معنا في المراحل المختلفة للبناء".

وتحدث عن الأثر النفسي على الطلاب بعد بدايتهم الدراسة في المبنى الجديد، قائلا: "شعور جميل جداً عندما ينتقلون من مبنى مستأجر إلى مبنى حكومي وكذلك يعلمون أن هذا المشروع مقدم من معلمين وإداريين وهي دلالة على الاهتمام بالطلاب حتى أصبحت الأسرة والمدرسة مكملين لبعضهما ونتج ذلك أن تخرج من الطلاب في تلك الفترة ضباط وأطباء ومهندسون ومعلمون".

وفي الختام أشار إلى أن الرسالة التي أردوا توصيلها كانت "أنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، وأن ما قدموه ماهو إلا جزء يسير مما يستحقه هذا الوطن المعطاء".