سحابة فصل الخريف تنهال على قمم جبال الشفا وأوديتها

تستقطب محافظة الطائف بمناطقها المتنوعة الزائرين المحليين والسياح من خارج المملكة، للاستمتاع بدرجات الحرارة المعتدلة وسط طبيعتها الخلابة، للتعرف على أبرز معالمها التراثية والتاريخية والأثرية، والاستفادة من قائمة الفعاليات والمهرجانات والأنشطة الثقافية والترفيهية، لتتحول إلى وجهة سياحية مفضّلة، ذات هوية وطنية موحدة.

وتعد جبال الشفا في المحافظة عامل جذب أساسي للسياح والزائرين ومحبي المغامرات في الطبيعة، إذ تضم سلسلة من الجبال الطبيعية الصخرية ذات الجيولوجيا المتنوعة، لتشكل عنصراً سياحياً بارزاً لمحبي صعود القمم والمغامرة، واستكشاف الطبيعة وخباياها من زوايا مختلفة، خاصة أن الجبال تشكل نسبة عالية من مساحة الطائف، وتمتد على مسافات عديدة من الكيلومترات من الهدا غربًا إلى الجنوب, حيث تكتسي الجبال وطرقاتها باللون الأخضر، وتلف السحب البيضاء هضابها لتشكل مناظر خلابة، تكمن فيها أبرز المشاهد للسحب التي تعانق الجبل.

وتوفر جبال مركز الشفا زوايا ورؤية مختلفة التي توفرها قمم جبالها, وتزدان أوديتها بالبساط الأخضر اليانع وسط رذاذ فصل الخريف الذي تشهده المحافظة في مثل هذا الوقت من كل عام، حيث تتفجر العيون من على رؤوس الجبال وتنساب منها مياه الشلالات في جداول مشكلة لوحة بديعة، إضافة إلى تدفق العيون المائية.

وتتغطى سماء المحافظة طوال اليوم بغيوم الخريف التي تنهال بلا انقطاع مع تواصل هبوب الرياح الموسمية العليلة، حيث تعتدل درجات الحرارة بعد أن حجبت الغيوم الشمس وحجبت أشعتها وحرارتها عن الأرض، وعندما تحين ساعات المساء تعانق الغيوم قمم الجبال، لتشكل لوحة تجذب الزوار والمستمتعين بالأجواء الخريفية.

وتشكل السياحة الجبلية في قلب جبال الشفا تنوعاً كبيراً في الحياة البرية والفطرية وأنواع الأشجار والنباتات العطرية والصخور، وأشكال الأودية المتأنقة، والممرات، والكهوف، ودرجات الانحدار والتداخل مع السحاب، ما يمنحها جاذبية خاصة لعشاق المغامرات، والباحثين عن استراحة فوق القمم التي تحتضن بعضها المنتجعات وأماكن الترفيه والبنية التحتية الراقية.

وتعد جبال الشفا متحفاً طبيعياً، لما تحتويه من أنواع مختلفة من المكونات الجيولوجية، وتكثر بها العيون والأفلاج، لتبدو المدرجات الخضراء على سفوح جبالها أشبه بلوحة بديعة، وسط الصدوع الجبلية والمناظر التي تحبس الأنفاس، بإطلالاتها البانورامية على الحدائق وبساتين الفاكهة الطائفية، إذ تضم كنوزاً طبيعية أخاذة وقمماً شاهقة أعلاها قمة جبل دكا، حيث الصعود إلى قمة الجبل تعد تجربة لا تنسى على طريق عصري متعرج.