قرار سعودي بامتياز

افتتاحية الوئام

يأتي قرار المملكة باستمرار خفض إنتاج النفط التطوعي بما يُعادل مليون برميل يوميًّا خلال شهر ديسمبر المقبل منسجمًا مع الالتزام السعودي بدعم الاقتصاد العالمي، وتحسين وضع المنتجين والمستهلكين على حدٍ سواء.

وتلعب السعودية دورًا محوريًا في سوق النفط العالمي، وتمكنت بفضل مكانتها الاقتصادية والسياسية من قيادة تحالف "أوبك بلس"، وهو تحالف بين أعضاء منظمة أوبك ومنتجين كبار من خارج المنظمة، أبرزهم روسيا، وقد نجح هذا التحالف في ضبط إيقاع السوق بعيدًا عن أية ضغوط سياسية أو إملاءات خارجية تحاول أطراف أجنبية فرضها على دول "أوبك بلس".

وقد نجح هذا التحالف على مدى السنوات الأخيرة في وضع سياسة صارمة جعلت الدول المنضمة تحت لوائه ملتزمة بحصص الإنتاج المقررة دون زيادة أو نقصان، وكان أخطر تلك القرارات في أكتوبر 2022؛ حيث تم الاتفاق على خفض إنتاج دول التحالف بمقدار مليوني برميل يوميًا حتى نهاية 2023، وهو أكبر قدر من التخفيض تم الاتفاق عليه، كما تم وضع آلية لمراقبة التزام الدول الأعضاء بحصص الانتاج.

ولم تكتفِ السعودية بهذا الخفض بل قررت في أبريل 2023 خفض الإنتاج طوعيًا بمقدار 500 ألف برميل يوميًا حتى نهاية ديسمبر 2024 وفي يوليو الماضي قررت المملكة طوعيًا خفض الإنتاج بقيمة مليون برميل يوميًا حتى نهاية ديسمبر 2023، أي أن المملكة خفضت إنتاجها بمقدار مليون و500 ألف برميل يوميًا.

ووفقًا للقرار الأخير سيكون إنتاج النفط في المملكة خلال ديسمبر المقبل في حدود 9 ملايين برميل يوميًا، ويأتي هذا القرار لتعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول "أوبك بلس"؛ بهدف دعم استقرار أسواق البترول وتوازنها، وليس لتحقيق مصالح الدول المنتجة فقط كما تحاول بعض الأجندات الخارجية الترويج له.