جدعون ليفي.. الإسرائيلي المناهض للاحتلال والداعم للفلسطينيين

الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي

جدعون ليفي هو صحفي إسرائيلي بارز وكاتب ومراسل حرب، ولد في 7 يونيو 1937 في مدينة تل أبيب في إسرائيل، بدأ حياته المهنية كصحفي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في عام 1962، حيث عمل في قسم الشؤون الداخلية والسياسية.

ليفي اشتهر بتغطيته الحربية وتقاريره الميدانية الشجاعة، شارك في تغطية العديد من الصراعات والحروب في المنطقة، بما في ذلك حرب الأيام الستة عام 1967 وحرب أكتوبر عام 1973. كان ليفي يعمل كمراسل حرب في العديد من الدول العربية، بما في ذلك مصر والأردن ولبنان.

تميز ليفي بأسلوبه الصحفي الشجاع والموضوعي في تغطية الأحداث، كتب العديد من المقالات والتقارير التحليلية التي تناولت القضايا السياسية والاجتماعية في إسرائيل والشرق الأوسط، كما نشر العديد من الكتب التي تناولت تجاربه ومشاهداته خلال تغطيته للصراعات والحروب.

موقفة تجاه إسرائيل

جدعون ليفي، الصحفي الإسرائيلي، يعتبر من الأصوات النقدية لسياسة إسرائيل والاستيطان، قدم ليفي العديد من التحليلات والمقالات التي انتقدت سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ليفي يرى أن الاستيطان يعرقل عملية السلام ويزيد من التوترات في المنطقة، كتب عن توسع المستوطنات الإسرائيلية وتأثيرها على حقوق الفلسطينيين وفرص تحقيق السلام، أشار إلى أن الاستيطان يعتبر انتهاكًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ويعرقل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

كما انتقد ليفي أيضًا السياسة الإسرائيلية فيما يتعلق بالحقوق الإنسانية والحريات الأساسية للفلسطينيين، كتب عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية والتمييز العنصري الذي يعاني منه الفلسطينيون في الأراضي المحتلة، ومواقف جدعون ليفي تعكس رؤية نقدية لسياسة إسرائيل والاستيطان، وكان يسعى لإبراز الظلم والانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون وتأثيرها على فرص تحقيق السلام في المنطقة.

خطاب الشر

وأشار جدعون ليفي في حوار بالقناة 13 الإسرائيلية، الذين دعوا إلى تصعيد الحملات العسكرية في غزة، واصفًا مثل هذا الخطاب بـ"الشر"  الذي يعكس انعدام الضمير وحسّ العقل في إسرائيل، وأنه في ضوء انتشار مثل هذه التصريحات في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وأضاف ليفي في تحليله للصراع؛ لأن إسرائيل "دولة مدمنة على الاحتلال" على حد تعبيره، لذلك فالأمل في التغيير محدود.

كما وجه الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي انتقادات شديدة اللهجة إلى حكومات إسرائيل المتعاقبة، وحملها مسؤولية الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة منذ 17 عاما بفعل الحصار الذي تفرضه عليه إسرائيل، وحمّل حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية اندلاع الحرب وما يترتب عنها من نتائج كارثية على الفلسطينيين والإسرائيليين.

وفي مقال بصحيفة "هآرتس" تحت عنوان "لا يمكن سجن مليوني إنسان دون دفع ثمن باهظ"، يؤكد ليفي أن الغطرسة الإسرائيلية تقف وراء اندلاع الحرب على جبهة غزة والكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع.

وأوضح الكاتب أن "الغطرسة الإسرائيلية هي وراء كل الذي يحدث" وقال "نحن نفكر أنه مسموح لنا أن نفعل أي شيء، وأننا لن ندفع أبدا الثمن ولن نعاقب على أفعالنا، سنستمر في غطرستنا وأفعالنا دون توقف، سنعتقل ونقتل ونسيء المعاملة، ونسلب ممتلكات الفلسطينيين، ونحمي عصابات المستوطنين التي تنفذ الاعتداءات في الأراضي الفلسطينية".

وصعد الكاتب الإسرائيلي من انتقاداته للمستوطنين الذي قال إنهم "تمادوا بالاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بدعم وغطاء من حكومة نتنياهو وحراسة المؤسسة العسكرية، وأكد "يواصلون الصعود إلى ما يسمى جبل الهيكل (اقتحام المسجد الأقصى)، فقط خلال عيد العرش اقتحم أكثر من 5 آلاف مستوطن الأقصى".

وفي استعراضه للغطرسة الإسرائيلية، قال الكاتب الإسرائيلي ، سيتم نسيان الفلسطينيين من القلب، حتى يتم محوهم كما يرغب عدد غير قليل من الإسرائيليين، سنستمر في احتجاز آلاف الأسرى الفلسطينيين، بينهم سجناء دون محاكمة، وأغلبهم سجناء سياسيون، ولن نوافق على مناقشة إطلاق سراحهم حتى بعد عقود من السجن".

آراؤه وأفكاره

يصف ليفي نفسه بأنه وطني إسرائيلي وهو ينتقد ما يسميه "العمى الأخلاقي" لدى الإسرائيليين ونتائجه على مستوى الحرب والاحتلال، يسمّي بناء المستوطنات على أراض فلسطينية بأنها "المؤسسة الأكثر إجرامية في تاريخ إسرائيل"، عارض حرب لبنان عام 2006، حيث اعتبر الإسرائيليون أن عدد الضحايا بين المدنيين لا مفر منه، في عام 2007، قال إن محنة الفلسطينيين في قطاع غزة تحت الحصار الإسرائيلي، جعلته يخجل من أنه إسرائيلي، يلخّص ليفي دوره فيقول "مهمتي المتواضعة هي أن أمنع الإسرائيليين من الوصول إلى يوم يقولون فيه " لم نكن نعرف "، يدعم ليفي الانسحاب أحادي الجانب من الأراضي الفلسطينية المحتلة دون تنازلات، يقول: نحن لا نريد لإسرائيل أن تعطي، على إسرائيل أن ترجع أراضي الفلسطينيين المسروقة وتعينهم على استعادة احترامهم للذات، جنباً إلى جنب مع حقوق الإنسان الأساسية والإنسانية.

كتب ليفي أن الحرب على غزة حملة فاشلة ولم تحقق أهدافها، "والنتيجة هي أن إسرائيل دولة عنيفة وخطرة، وخالية من كل القيود وتتجاهل بشكل صارخ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واستغاثات الأطفال والإبادة الجماعية بالقطاع والعديد من المدن الفلسطينية.