بعد الخفض التطوّعي.. خبيران لـ”الوئام”: السعودية وروسيا مُهتمَّتان بضبط أسعار النفط

خاص- الوئام

وسط التوترات الجيوسياسية الرّاهنة والصّراع المُتصاعد في الشرق الأوسط، تشهد أسواق النفط العالمية حالةً مِن عدم الاستقرار والاضطرابات السعرية، لذلك، حرصا منها على تعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول "أوبك+" الهادفة لدعم استقرار أسواق البترول وتوازنها، مدَّدت المملكة العربية السعودية الخفض التطوعي البالغ مليون برميل يوميًّا حتى نهاية 2023، تلتها روسيا على نفس المنوال بخفض إنتاجها 300 ألف برميل يوميًّا من صادراتها.

يعلق الأكاديمي الروسي في جامعة "الصداقة بين الشعوب" في موسكو، ديميتري بريجع، على الخطوة الروسية السعودية الأخيرة، قائلاً إنّ موسكو والرياض لاعبتان أساسيتان في سوق النفط، في ظل مواجهة غير مُباشرةٍ في هذه السوق بين روسيا والغرب.

مواجهة لمحاولة الولايات المتحدة بإغراق الأسواق

في حديثه لـ"الوئام" أكد بريجع، أنّ الخفض التطوّعي الذي اتّجهت له دول "أوبك بلس"، وعلى رأسها السعودية وروسيا، يعتبر مواجهة لمحاولة الولايات المتحدة إغراق الأسواق بضخّ كميات إضافيّة تصل لنحو مليون ونصف المليون برميل يوميًّا، تهدف لخفض الأسعار، وزيادة الدعم الحربي لأوكرانيا وإسرائيل.

ويُوضح الأكاديمي الروسي، أنّ عملية الخفض التطوعي تُعد الثانية للسعودية وروسيا، لافتًا إلى أنه في المرة الأولى في شهر أبريل الماضي اضطر الرئيس الأمريكي جو بايدن، لضخ نحو ثلث المخزون الاستراتيجي النفطي، وهي خطوة لم يسبقه إليها أيٌّ مِن الرؤساء السابقين منذ 38 عاما.

اقرأ أيضًا: القطاع غير النفطي يسجل أعلى معدل توظيف في 9 سنوات

وأشار إلى أن اتجاه "أوبك بلس" للتخفيض التطوّعي يحمل رسالةً للولايات المتحدة الأمريكية، وأنّه حال تراجُعها عن إغراق الأسواق وضخّ كميات إضافية، يُمكن للدول المُنتجة التّراجُع عن التّخفيض بشكل جماعي أو فردي.

ضبط إيقاع الأسواق

في تلك الزاوية، يشير الباحث الاقتصادي حسام السيد، إلى أنّ أسعار النفط تتأثّر بالمخاوف المُرتبطة بالنّمو الاقتصادي والطّلب، فرغم أنّها تشهد حاليًا دعمًا من الصراع الدائر في الشرق الأوسط فإنّ الوضع الحالي يُقلّل جدًا من تأثير الصراع على إمدادات النفط، فأساسيات السوق لا تزال قوية بالنسبة إلى الطلب والإمدادات ووضع مخزونات النفط في العالم وأمريكا.

اقرأ أيضًا: روسيا: أوبك+ تساعد على استقرار أسواق النفط

توقَّع السيد، في حديثه لصحيفة "الوئام"، استمرار سياسة الخفض الحالية في ظل النّمو الخافت للطلب على النفط في الولايات المتحدة، وإبقاء منظّمة البلدان المصدّرة للبترول "أوبك"، على توقعاتها للطلب العالمي على النفط في العام الجاري والمقبل؛ حيث ثبّتت في تقريرها الشهري الأخير توقّعات نموّ الطلب العالمي على النفط في 2023 عند 2.4 مليون برميل يوميا، وفي 2024 عند 2.2 مليون برميل يوميًا، كما رفعت توقعات نمو المعروض من خارجها خلال 2023 بنحو 100 ألف برميل يوميًا، إلى 1.7 مليون برميل يوميًا.

وفيما يتعلّق بتوقّعات سوق النفط خلال المرحلة المقبلة، يرى الباحث الاقتصادي أنّ الآفاق تبدو جيِّدة لأسواق النفط ولا تحتاج إلى تدخّل طارئ أو تعديل لسياسات قائمة، هدفها في المقام الأول الحفاظ على المُكتسبات الناجمة عنها حتّى اللحظة وضمان استقرار وتوازن الأسواق على المدى الطويل.

ويُضيف الباحث الاقتصادي أنّ هناك سيناريو واحد فقط قد تتغيّر تلك السياسات معه، وهو حدوث "تعطّل كبير" للمعروض النفطي مع بلوغ حالة التصعيد القصوى للصّراع بالشرق الأوسط كما حدث في السبعينيات، على غرار الحظر النفطي الذي فرضته الدول العربية في عام 1973.

اقرأ أيضًا: أسعار النفط تهبط بعد إفراج حماس عن رهائن أمريكيين