الشهر الثاني للحرب.. أستاذ علوم سياسية يكشف لـ”الوئام” خسائر إسرائيل في غزة

خاص- الوئام

دخلت الحرب على قطاع غزة المحاصر، شهرها الثاني مع استمرار سقوط ضحايا تجاوَز عددهم حتى الآن 10 آلاف قتيل وأكثر من 24 ألف مصاب، دون تحقيق الأهداف التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب هجوم "حماس" الخاطف في السابع من أكتوبر الماضي، فهل خسرت إسرائيل؟

يجيب الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، عن هذا السؤال بقوله، إنّ خسارة الاحتلال خلال الفترة الماضية انقسمت إلى جزأين؛ الأول مع تنفيذ هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر، والآخر عقب الهجوم حتى الآن وعلى مدار 30 يومًا، ممّا يبرّر حالة الهجوم الهستيري على القطاع من أجل تدميره كليًا.

خسائر إسرائيل في الحرب

يرى الرقب، في تصريحاته لـ"الوئام"، أن الخسارة الأولى لإسرائيل تمثّلت في سقوط الجدار العازل وكشف مدى هشاشته أمام فصيل فلسطيني واحد، كما ظهر جليًا أكذوبة سيطرة إسرائيل في التجسّس والمراقبة، فرغم مئات الكاميرات وأجهزة الاستشعار عن بُعد فإنها لم تمنع عملية الاختراق من جانب "حماس" في السابع من أكتوبر، وفي وقت زمني قليل لا يتعدّى 5 ساعات.

اقرأ أيضًا: بعد الخفض التطوّعي.. خبيران لـ”الوئام”: السعودية وروسيا مُهتمَّتان بضبط أسعار النفط

ويُضيف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أنّ الجزء الآخر من الخسارة الإسرائيلية والذي أعقب تاريخ السابع من أكتوبر، تمثّل في عدّة محاور، أبرزها، تلاشي التعاطف الدولي الذي حصلت عليه إسرائيل في بداية الأحداث، نتيجة ارتكابها لمجازر بحق أهالي غزة.

ويواصل حديثه بقوله، إن من بين الخسائر تراجع السّمعة الإسرائيلية الخاصة بتصنيع الأسلحة، بعد تدمير المركبات والدبابات بأسلحة بدائية من جانب "حماس"، وفشل القبة الحديدية في حماية أجواء المستوطنات والفشل في نزع سلاح حركة حماس.

ويستطرد قائلاً إن الحياة شُلّت داخل المستوطنات نتيجة الرشقات الصاروخية المستمرّة وخسارة ما يقرب من 10 مليارات دولار، بالإضافة إلى زيادة الغضب الداخلي الإسرائيلي نتيجة الفشل في إحراز أي تقدم في ملف الرهائن.

حرب طويلة الأمد

وعن عامل التوقيت ودخول التصعيد لحرب طويلة الأمد، يقول الدكتور أيمن الرقب: "معادلة الوقت لم تكن في صالح الحكومة الإسرائيلية التي حاصرها الغضب الداخلي، نتيجة الفشل في تحرير الرهائن والاهتمام بالتدمير والانتقام الهستيري دون نتائج عملية، مع التورّط في حرب شوارع، يبدو أنها لن تكون سهلة في خسائرها، مما يجعل حركة حماس صاحبة كلمة الفصل في تلك المعادلة".

وحتى الآن، رفضت الحكومة الإسرائيلية مرارا المطالبات الدولية، لإقرار "هدنة إنسانية" ووقف مؤقّت للقتال دون الإفراج عن الرهائن وخروج "حماس" مٍن القطاع، وهذا ما يجعلها تُمارس سياسة الانتقام الهستيري حسب "الرقب"، لتجعل القطاع غير صالحٍ للمعيشة وتهجير سكانه قسريًا، وهذا ما يرفضه المجتمع العربي والدولي.

اقرأ أيضًا: الحملة الشعبية لإغاثة الفلسطينيين في غزة تجمع أكثر من 420 مليون ريال

وعن التحرّكات العربية تجاه الأوضاع الراهنة، يُشيد الرقب، بالضغط العربي المستمر بشكل عام في المحافل الدولية من أجل التوصّل لهدنة إنسانية، كما ثمّن دور المملكة بوجه خاص في هذا الاتجاه والذي ترجم بحملة كبيرة من التبرّعات، سواء على المستوى الحكومي أو الشعبي، بجانب رفض أي تسوية دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه في الحصول على دولة مستقلّة.