أكاديمي سوداني لـ«الوئام»: منبر جدة الحصن الأخير لحل أزمتنا

خاص- الوئام

حالة من التفاؤل تشهدها الأوساط السياسية السودانية عقب إعلان المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، والهيئة الحكومية للتنمية (الإيجاد) بصفتها ممثلاً مشتركاً للاتحاد الإفريقي والإيجاد، وكون كل منها ميسّرا لمحادثات "جدة 2"، عن التزام القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع باتخاذ خطوات لتسهيل زيادة المساعدات الإنسانية وتنفيذ إجراءات بناء الثقة.

في السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم، محمد نوري الأمين، المخرَج الوحيد الحقيقي من الحرب الدائرة بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، هو «منبر جدة» الذي ترعاه السعودية، ويعول عليها السودانيون بشكل كبير في ظل الأزمات التي تعصف بالمنطقة بالكامل.

اقرأ أيضًا: وزير الخارجية يبحث مع نظيريه البريطاني والأردني الأوضاع في غزة

ويُضيف أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم، خلال تصريحاته لـ"الوئام"، أن استئناف منبر جدة دليل على قوة المملكة الإقليمية ودورها الفعال لإنقاذ السودان من ويلات القتال الذي أدخل البلاد في أزمات اقتصادية وسياسية طاحنة، مؤكداً أن نتائج الاجتماع مبشّرة للغاية نحو إمكانية تحقيق وقف لإطلاق النار بين الجانبين.

كانت المملكة حثَّت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على استئناف ما تم الاتفاق عليه بينهما في إعلان جدة الصادر بتاريخ 11 مايو 2023، ومن بين شروط الاتفاق الانخراط في آلية إنسانية مشتركة بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لمعالجة معوقات إيصال المساعدات الإغاثية.

كما تم الاتفاق على إنشاء آلية تواصل بين قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، واتخاذ إجراءات حيال الأطراف المثيرة للتصعيد والمأججة للصراع من أجل بناء الثقة لضمان استمرار وقف إطلاق النار.

مؤشرات إيجابية

في تلك الزاوية، يُشير الدكتور محمد نوري الأمين، خلال تصريحاته، إلى عدة عوامل دفعت أطراف الصراع للجوء إلى منبر جدة مجدداً وبدء جولة جديدة من التفاوض تُمثل بصيص أمل للشارع السوداني بالكامل، ومنها، دخول الحرب شهرها السابع دون حسم عسكري من طرفي النزاع.

اقرأ أيضًا: القيادة تهنئ ملك كمبوديا بذكرى استقلال بلاده

ويواصل حديثه بالقول، إن العامل الداخلي أصبح يضغط على طرفي النزاع نتيجة التدهور الاقتصادي والصحي والأمني، مضيفًا أن الأوضاع المستجدة على الساحة الإقليمية تنذر بمخاطر يضعها كل من الطرفين في اعتباره.

يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم، أن تلك العوامل تُعد مؤشرات إيجابية نحو إيقاف الحرب والبدء في إيصال المساعدات الإنسانية، ثم الانخراط في عملية تسوية سياسية برعاية سعودية أمريكية، لتجنيب المنطقة مزيداً من التصعيد.

كانت المحادثات بين وفدي التفاوض للقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، انطلقت مطلع الأسبوع، في مدينة جدة، عقب إجراءات تعديلات على تشكيل الوفد الممثل للجيش السوداني، كما تقتصر المفاوضات على الوفود العسكرية فقط من كلا الطرفين.