محلّل سياسي فلسطيني لـ«الوئام»: قرارات فعّالة متوقعة من قلب الرياض لإنقاذ غزة

كثَّفت المملكة السعودية تحرّكها الإنساني والدبلوماسي لوقف الحرب في قطاع غزة وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وذلك بالتحضير اليوم السبت، لعقد قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية بشكلٍ استثنائي في الرياض.

وقال الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني إنّ موقف السعودية تجاه قضية فلسطين يعد من الثوابت الرئيسية لسياسة المملكة منذ عهد المؤسِّس، بدءًا من مؤتمر لندن عام 1935م المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وأضاف خلال تصريحاته لـ"الوئام"، أن السعودية دعمت وساندت القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها، وعلى جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك من منطلق إيمانها الصادق بأن ما تقوم به من جهود تجاه القضية الفلسطينية إنما هو واجب تمليه عليها عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمّتها العربية والإسلامية.

وقف العدوان الإسرائيلي

يتوقّع المتحدّث "خروج قمة الرياض بقرارات فعالة من شأنها أن توقف العدوان البربري من قبل المحتل الإسرائيلي على غزة، وإيجاد ممرّات آمنة لدخول المساعدات الطبية والإغاثية للقطاع، في ظل مأساوية الأوضاع الكارثية، بعد ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 11 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال".

وتابع: "هناك أيضًا أكثر من 28 ألف جريح أغلبهم جراحهم خطيرة، ما بين البتر والحروق من الدرجة الرابعة، لاستخدام إسرائيل أسلحة وقنابل محرّمة دوليًّا، بالإضافة إلى قنابل الفوسفور، وغيرها من الأسلحة التي تؤدّي لتشوّهات وبتر في الأطراف".

وقال ماهر صافي إن التصعيد المتلاحق يُنذر بـ"كارثة إنسانية مُحققة" في ظل انعدام كلّ مقومات الحياة، لا خبز ولا ماء ولا طعام، والمعونات التي تدخل القطاع لا تكفي، لأن عدد سكان قطاع غزة يعتبر مِن أعلى الكثافات السكانية في العالم.

ويؤكد خلال تصريحاته أن "قمة الرياض يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في حماية الشعب الفلسطيني من آلة القتل الإسرائيلي وتوحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحّد يُعبّر عن الإرادة العربية الإسلامية المُشتركة بشأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطوّرات خطيرة وغير مسبوقة، تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهتها واحتواء تداعياتها".

موقف صلب

فيما يخص ملف التهجير، أوضح المحلل السياسي أن "إسرائيل تريد تنفيذ المخطّطات القديمة بما يسمّى (صفقة القرن)، في إيجاد وطن بديل للفلسطينيين، سواء في غزة أو الضفة، وهذا ما ترفضه المملكة العربية السعودية من خلال إيجاد حل واقعي على الأرض، وهذا ما نثمّنه للغاية".

وأضاف صافي أن "موقف المملكة تجاه هذا الملف موقف صلب، حيث رفضت السعودية رفضًا قاطعًا لدعوات التهجير القسري الفلسطيني من قِبل إسرائيل، وذلك عندما أصدرت إسرائيل أوامرها لسكان شمال غزة بالنزوح إلى جنوب القطاع".

واختتم المحلل الفلسطيني حديثه مؤكدًا أن "هدف المملكة دومًا، في كلّ القمم العربية والدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن، هو الدفع بعملية السلام وفقًا لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلّة على حدود 1967م، وعاصمتها القدس".