الطريق نحو زراعة 10 مليارات شجرة في السعودية يبدأ من الرياض الخضراء

قبل حوالي عامين ونصف، أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان عن خطة طموحة لزراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية خلال العقود القادمة، عبر مبادرتي السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر وذلك ضمن مساهمة السعودية في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية.

مشاريع مليارية
ومنذ ذلك الحين دشنت السعودية قرابة 100 مشروع ومبادرة بيئية بتكلفة تصل إلى700 مليار ريال، وقد تنوعت هذه المبادرات بداية من جهود التشجير وحماية التنوع البيولوجي وصولاً إلى خفض الانبعاثات وإنشاء محميات طبيعية جديدة، وهذا يترجم مقولة ولي العهد بأن " العمل لمكافحة التغير المناخي يعزز القدرة التنافسية ، ويخلق الملايين من الوظائف، ويطالب الجيل الصاعد في المملكة وفي العالم، بمستقبل أنظف وأكثر استدامةً".

الخطة التنفيذية للبرنامج الوطني للتشجير
وشهد يوم الأحد 12 نوفمبر الجاري، إطلاق الخطة التنفيذية للبرنامج الوطني للتشجير ضمن مشروع السعودية الخضراء، بعد أكثر من عامين من الدراسات المستفيضة لوضع الخطة التنفيذية لتحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء والمتمثلة في زراعة 10 مليارات شجرة من خلال دراسة ما يلي:

• نوعية الأشجار التي سيتم زراعتها.

• مدى قدرة هذه الأشجار على التكيف مع مناخ المملكة.

• ضمان توافق أنواع الأشجار المختارة مع الغطاء النباتي في السعودية.

• أساليب الريّ المستدامة والأنسب التي يمكن الاعتماد عليها في الري.

 

وقد خلصت الدراسات المستفيضة على مدار أكثر من عامين إلى بعض الأساليب التي تساعد على تحقيق تلك المستهدفات منها ما يلي:

• تطبيق آخر مستجدات التكنولوجيا في أساليب الري المستدامة.

• الاعتماد على الري من خلال مياه الأمطار والمياه المعالجة

• استغلال مياة البحار لزراعة النباتات الملحية مثل غابات المانجروف.

• أعمال التشجير تشمل كافة مناطق المملكة الـ13.

• تسمح الظروف المناخية في المملكة بزراعة 2500 نوع من الفصائل النباتية.

• يستخدم البرنامج 350 نوعًا منها في أعمال التشجير.

• إدارة أراضي المراعي والغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها.

• يتيح المشروع استعادة مساحة تعادل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة.

• يسهم المشروع إضافة إلى مشروع الشرق الأوسط الأخضر في تخفيض انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج النفط بنسبة 60% في المنطقة.

• كما يسهم المشروعان معًا في تقليص الانبعاثات الكربونية بما نسبته أكثر من 10% من المساهمات العالمية.

• يسهم المشروع في خفض درجات الحرارة في المدن بمقدار 2.2 درجة مئوية وتحسين جودة الهواء.

أهداف مبادرة السعودية الخضراء

وبشكل عام تهدف المبادرة إلى تحقيق ما يلي:
1. تقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030م
2. حماية 30% من المناطق البرية والبحرية في المملكة بحلول عام 2030

ومنذ الإعلان عن المبادرة للمرة الأولى في 2021 خطت السعودية خطوات واسعة على طريق تحقيق تلك المستهدفات الطموحة فتم إضافة 700 ميجاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بالشبكة عام 2022، لتوفر القدرة على تشغيل أكثر من 100,000 منزل.

إضافة إلى 17 مشروعًا للطاقة المتجددة قيد التطوير اعتبارًا من عام 2022، بطاقة إجمالية تبلغ 13.76 جيجاوات.

كما تمت زراعة 18 مليون شجرة، واستصلاح 60 ألف هكتار من الأراضي العام الماضي.

المحميات الملكية تحمي الغطاء النباتي

ولحماية الغطاء النباتي، وضمان استمرار التنوعي البيئي توسعت السعودية في إنشاء المحميات الملكية وبلغ عددها 8 محميات ملكية، والتي من أهمها محمية الملك عبدالعزيز الملكية على مساحة 15700 كيلومتر مربع، ومحمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية، على مساحة 130700 كيلومتر مربع، ومحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية، على مساحة 16000 كيلومتر مربع، و محمية الإمام تركي بن عبد الله الملكية على مساحة 91500 كيلومتر مربع ، ومحمية الإمام فيصل بن تركي الملكية على مساحة أكثر من 30 كيلو متر مربع و محمية الإمام عبد العزيز بن محمد الملكية على مساحة 11300 كيلومتر مربع، ومحمية الإمام سعود بن عبد العزيز الملكية على مساحة 2240 كيلومتر مربع، ومحمية الملك خالد الملكية على مساحة 720 كيلو متر مربع، وتشكّل تلك المحميات أكثر من 13.5% من إجمالي مساحة المملكة العربية السعودية.

مشروع الرياض الخضراء

ويتقاطع مشروع السعودية الخضراء مع مشروع الرياض الخضراء الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عام 2019، ويهدف إلى تحويل العاصمة السعودية إلى واحة خضراء من خلال زيادة المسطحات الخضراء من 1.5 % إلى أكثر من 9% بالتزامن مع المشاريع الصناعية الحديثة التي يتم الإعلان عنها في الرياض بشكل مستمر.

 

كما يستهدف مشروع الرياض الخضراء تحسين جودة الهواء من خلال تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 6%.

ومن خلال تشجير الحدائق والمساجد والمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية ستزيد حصة الفرد من المساحات الخضراء من 1.7م إلى 28 مترًا بحلول 2030.

ويستهدف المشروع زراعة 7.5 مليون شجرة في العاصمة الرياض من خلال التركيز على قرابة 100 نوع من الأشجار المتوافقة مع الظروف الجوية للعاصمة، كما سيستخدم المشروع قرابة مليون متر مكعب يوميًا من المياه المعالجة لاستخدامات الري، كل ذلك يسهم في توفير عائد اقتصادي للرياض يبلغ 71 مليار ريال بحلول عام 2030.