خبراء اقتصاد لـ”الوئام”: تنظيم الرياض لـ«إكسبو 2030» اختيارٌ يخدم العالم

إكسبو 2030 في الرياض
إكسبو 2030 في الرياض

الوئام- خاص

بعد نحو أسبوعين مِن الآن، وتحديدًا في 28 نوفمبر 2023، سيتم التَّصويت على 3 ملفات مرشَّحة، والمنافسة على أشدّها بين السعودية وإيطاليا وكوريا الجنوبية، وعرضت المملكة العربية السعودية، 3 محاور رئيسة لـ"إكسبو الرياض 2030"، مثّلت رغبة السعودية في استضافة هذا المعرض العالمي، وهي "الغد الأفضل، والعمل المناخي، والازدهار للجميع".

وأعلنت أكثر من 13 دولة ومنظّمة، قبل أيام، دعمها الكامل ملف الرياض لـ«إكسبو 2030»، وهي دول الإمارات، الجزائر، السودان، سيراليون، جنوب السودان، العراق، المالديف، تايلاند، المغرب، النرويج، وموريتانيا، بالإضافة إلى منظّمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي.

عوامل التميز

يقول الباحث الاقتصادي، محمد الباهلي، إن "حظوظ الرياض لاستضافة إكسبو 2030، مرتفعة للغاية مقارنة بمنافسيها، وذلك للتميّز الكبير للملف السعودي في جوانب عديدة".

ويُضيف المحلل الاقتصادي والرئيس التنفيذي لشركة مقدرة لتقنية المعلومات، خلال تصريحاته لـ"الوئام"، أن "أوّل تلك العوامل هو الموثوقية العالية للمملكة في مواجهة التحديات والإيفاء بالوعود التنظيمية، خاصة أن متطلبات تنظيم المعرض عالية جدًّا، وليس من المحتمل حدوث أي عقبات دولية أو محلية تعرقل سير الاستعداد، وهذه النقطة بحد ذاتها في صف المملكة".

ويؤكد محمد الباهلي أن "ملف الرياض يتميّز أيضًا بالتركيز على جوانب متعددة خلاف الجانب الاقتصادي والاستثماري، مثل الاستدامة البيئية والأمن الغذائي والتغير المناخي، وهي قضايا ملحة خلال السنوات الأخيرة، والعالم أجمع يترقب حلولًا إبداعية وفعالة لمواجهة هذه القضايا، بذلك يكون إكسبو الرياض 2030 فرصة مميزة لانطلاقة دولية لمواجهة هذه التحديات".

اقرأ أيضًا: أرقام قطاع التقنية المالية خلال الربع الثالث من 2023

ويُشير المتحدث ذاته إلى تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية، معالي الأستاذ عادل الجبير، عن "تخصيص المملكة مبلغ 353 مليون دولار لدعم 100 دولة نامية للمشاركة في المعرض، وهذا بحد ذاته داعم أساسي لملف الرياض للفوز بالتنظيم".

كما صرّح المحلل الاقتصادي بأن "المملكة مهتمّة بتوظيف المعرض لتحقيق التفاهم الأكبر من خلال الحوار بين الأديان والحضارات، كما أشارت عدة تأكيدات عن جاهزية موقع المعرض في فبراير 2028، مما يتيح للدول الاستعداد التام للمعرض قبل موعده بسنتين، بالإضافة إلى توفير 70 ألف غرفة فندقية، وهو ما يؤكّد عزم المملكة وجديّتها للفوز بتنظيم المعرض".

في السياق ذاته، يقول الباحث الاقتصادي بمركز دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، حسام عيد أبونعمة: "تبقى التوقّعات كبيرة بفوز الرياض بملف استضافة "إكسبو 2030"، فاختيار المملكة والرياض هو اختيار للعالم، وعلى مسار استعداد مدينة الرياض -التي تستهدف التحوّل للعاصمة الاقتصادية الأكبر عالميًّا- لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030؛ ربما تعتبر الفرصة مثالية وفريدة لتحويل المدينة السعودية إلى وجهة عالمية مُثلى للسياحة والاستثمار".

"ومِن المتوقع أن تقدِّم الرياض نسخةً استثنائيةً غير مسبوقة في تاريخ معرض إكسبو؛ تسهم في استشراف مستقبل أفضل للبشرية وخدمة العالم"، حسب حسام أبونعمة.

ويُضيف المتحدِّث ذاته، في تصريحات خاصة لـ"الوئام": "الموضوع الرئيس للرياض إكسبو 2030 - حقبة التغيير: معًا نستشرف المستقبل؛ يشكِّل دعوةً للتضافر والتعاون الدولي وبناء الخطط لتحقيق غدٍ أفضل، والتعامُل بفعالية مع التحدّيات والآفاق الناشئة عن عصر التغيير الذي يعيشه الكوكب، لا سيما أنّ الرياض عاصمة مميّزة تتقاطع مع التغيّرات المحلية والإقليمية والعالمية، وتستعد للترحيب بالعالم من خلال إقامة حدثٍ يتطلّع بجدية نحو المستقبل برؤية واضحة تجعله في مقدِّمة المناقشات".

ويُتابع أبونعمة أنّ "فرص المملكة في الاستضافة وافرة بعدما خصّصت 353 مليون دولار لتقديم الدعم لأكثر من 100 دولة نامية للمشاركة في معرض الرياض إكسبو 2030، بالإضافة إلى وعود القطاع الخاص والمنظّمات غير الحكومية بتقديم المزيد من الدعم للدول ذات الحاجة، الأمر الذي يعبِّر عن التزام الرياض بتقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقةٍ من إكسبو".

اقرأ أيضًا: ما هي التطلعات المستقبلية لنمو الأكاديميات الرياضية في المملكة؟

كما فنَّد الباحث الاقتصادي أهميّة أن تستضيف الرياض "إكسبو 2030"، ما يُتيح للدول حرّية تحديد الأجنحة بكل مرونة، كون الأجنحة تتّسم بالتنوّع واختلاف الأحجام، ليتم تصميمها بشكل مثالي يلبّي طموحات الدول كافة، إذ تتراوح المساحات من 500 إلى 6000 متر مربع، مع 5 خيارات مميّزة للاختيار من بينها، وستكون جميع الأجنحة في مساحاتٍ مستقلّةٍ تمامًا.

مستقبل مستدام

يذكُر الباحث الاقتصادي، الدكتور السيد خضر، أن "المملكة العربية السعودية لديها فرص قوية للحصول على تنظيم معرض إكسبو، حيث يعكسُ ملف السعودية رؤية المملكة، لريادة مستقبلٍ مستدامٍ للمدن، في ظل قفزات تنموية تمتلكها الرياض وتسعى إلى استكمالها بحلول عام 2030".

ويضيف السيد خضر، في تصريحات خاصة لموقع "الوئام"، أن "المملكة لديها خبرة طويلة في بناء مشروعات عالمية عالية المستوى بالشراكة مع الشركات العالمية، وتستضيف في الوقت الحالي بالفعل مؤتمرات وقممًا لرؤساء وزعماء دول العالم في وقت قصير".

ويستطرد المتحدِّث ذاته: "على سبيل المثال، أثبتت المملكة جدارتها بالتعاون مع شركات عالمية في بناء مترو الرياض الجديد، وفق معايير عالية المستوى مع أكثر من 50 شركة عالمية رائدة في هذا القطاع".

ويُتابع الخبير الاقتصادي أن "البنية التحتية السعودية باتت تركّز على الابتكار في العلوم والتكنولوجيا، لتحسين الغد، وهو مِن أهم محاور "إكسبو 2030"، بجانب العمل المُناخي للمحافظة على النظام البيئي، وهو ما تسعى إليه المملكة بشكل حثيث حاليًّا، مع الانفتاح على ثقافات الدول المختلفة، وفق الرؤية الجديدة للمملكة مع توجّهاتها الحالية".

تضم الرياض عددًا من المشاريع الكبرى السياحية والخدمية تراهن عليها في توفير تجربة ناجحة للمعرض الدولي، وتحديدًا بمنطقة الدرعية ومشروع البوابة وحي البجيري.

اقرأ أيضًا: أكاديمي بجامعة أم القُرى لـ”الوئام”: الرياض تقود جهودًا واسعةً لكسر حصار غزة

ومن المتوقع، حسب البيانات الرسمية، أن يُسهم المشروع في دعم الناتج المحلي غير النفطي السعودي بما يصل إلى 180 مليار ريال (47.99 مليار دولار)، واستحداث 334 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع عام 2030.

تُقام معارض "إكسبو" الدولية منذ عام 1851، وتشكّل أكبر منصة عالمية لتقديم أحدث الإنجازات والتقنيات، والترويج للتعاون الدولي في التنمية الاقتصادية والتجارة والفنون والثقافة، ونشر العلوم والتقنية.