مسنه تفقد اثنين من أبنائها.. وأمير عسير يوجه بتنفيذ طلبها

الأمير تركي بن طلال أمير منطقة عسير
الأمير تركي بن طلال أمير منطقة عسير

بندر السليس - الوئام

في قاعة ممتلئة بالحزن والتقدير، تُروى حكاية تضحية وأمل، هي قصة رحمة بنت علي الضوان، أخصائية التمريض التي واجهت التحديات بكل شجاعة وأمل، وأمها عائشة الأسمري التي حولت الألم إلى بناء وعطاء.

بدأت القصة عندما تعرضت رحمة لمضاعفات صحية خطيرة أثناء حملها بتوأم، في الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل، وفي ظروف حرجة، أجرى الأطباء في مستشفى عسير المركزي للولادة، لكن القدر كان قاسيا، فقد فقدت رحمة أحد طفليها فور الولادة، وبعد شهرين من المعاناة، رحلت رحمة تاركةً وراءها طفلتها التي لم تلبث أن توفيت بعد ثلاثة أيام.

لكن، كانت رحمة قد تركت وراءها إرثاً من العطاء والتفاني، خدمت في مستشفى محايل العام لسنوات، وحصلت على درجة الماجستير في إدارة التمريض، مكرسة حياتها لخدمة الآخرين، وفي تكريم لذكراها، أصر ورثتها على إقامة مشروع خيري في مجال الرعاية الطبية المنزلية.

على الجانب الآخر، تقف السيدة عائشة الأسمري، والدة رحمة بكل صبر وعزيمة، بعد فقدانها لابنتها وحفيدها، تحولت مأساتها إلى رمز للإصرار والعطاء. فقد أقامت مسجداً تخليداً لذكرى نجلها الشهيد، الذي استشهد في سبيل الوطن، وها هي تواصل مسيرتها بنفس الروح العطائية.

استطاعت الأم أن ترى في فقدانها دافعًا للاستمرار والعطاء، وأن تبني من مأساتها صرحًا يخدم الآخرين ويبقى خالدًا في ذاكرة المجتمع.

وفي لحظة مفصلية، خلال حفل تدشين المشاريع الصحية الجديدة بمنتدى عسير الصحي، وبحضور معالي وزير الصحة، كرّم الأمير تركي بن طلال، أمير منطقة عسير، السيدة عائشة الأسمري. في هذا الحفل، كانت كلمات الأمير مليئة بالتقدير والاحترام لما قدمته هذه الأسرة من تضحيات حيث قال: "وجودك اليوم بيننا شرف لي شخصيًا، فقد عانيت السفر رغم ظروفك؛ ولكن هذا الشيء مقدر".

أما اللحظة التي أثرت في الحضور، فكانت عندما عبّرت السيدة عائشة عن أمنيتها المتواضعة: إيصال التيار الكهربائي إلى المسجد الذي بنته على روح نجلها، وبكل سرعة وتقدير، أصدر الأمير توجيهاته بتنفيذ هذه الأمنية، إضافةً إلى تقديمه درعاً تذكارياً تكريماً لجهود وتضحيات الفقيدة رحمة وأسرتها.

تعد قصة السيدة عائشة وابنتها رحمة مثالاً حياً على القوة والأمل في أصعب الظروف، ليست فقط عن الفقد والحزن، بل أيضًا عن الإرادة والتحول الإيجابي في مواجهة الشدائد. تظهر كيف يمكن للروح الإنسانية أن تتجاوز حدود الألم، لتصنع من اليأس بذرة أمل تنمو وتزدهر في أرض الواقع.

إقرأ أيضًا:

حادث مروري يمنع طالبا من حضور الاختبارات.. والمعلم يزوره بورقة الأسئلة