عبدالله العلمي لـ”الوئام”: توسّع السعودية في أفريقيا لتقوية صلابة الشراكة التجارية والنفطية

الأستاذ عبدالله العلمي الكاتب والمتخصّص الاقتصادي
الأستاذ عبدالله العلمي الكاتب والمتخصّص الاقتصادي

خاص- الوئام

تدخُل العلاقات المشتركة بين السعودية وأفريقيا، مرحلة جديدة مِن التعاون والاستثمار والمشاريع التنموية، حيث وقّع الصندوق السعودي للتنمية 14 اتفاقية قرض تنموي جديدة مع 12 دولة أفريقية، بقيمة تتجاوز مليارَي ريال، وذلك على إثر القمة السعودية الأفريقية منذ أيام.

في السياق، يقول الأستاذ عبدالله العلمي، الكاتب والمتخصّص الاقتصادي، إن "التقارب السعودي الأفريقي واضح للعيان، فالمملكة سعت منذ القدم على تأمين مصالحها الحيوية وأمن حدودها، عبر بناء سياسات ضمن منظومة استراتيجية هادئة لحماية مصالحها الحيوية؛ نتحدّث هنا عن امتداد لعلاقات راسخة، كامتداد البحر الأحمر الواسع على القرن الأفريقي وإقليم وادي النيل".

التقارُب السعودي-الأفريقي ينبع من أهمية جيوسياسية

ويُضيف عبدالله العلمي، خلال تصريحاته لـ"الوئام"، أن "التقارب السعودي الأفريقي ينبع من أهمية جيوسياسية وأمنية، فالحدود السعودية الأفريقية مفتوحة على منظومة الدول المطلة على النيل التي تضم عددًا من أهم بلدان شرق أفريقيا والبحيرات الكبرى، بالتالي، فإن من مصلحة المملكة والدول الأفريقية تنمية مصالحها الاقتصادية والتجارية الواسعة المشتركة".

يُشير الكاتب والمتخصّص الاقتصادي إلى "الأهمية الأمنية التي تأتي من منطلق أن البحر الأحمر هو المنفذ الحيوي لأمن شبه الجزيرة العربية وغرب المملكة"، ويتابع: "بالتالي، الرياض سعت لوضع قواعد ثابتة لضبط شراكتها مع الدول الأفريقية، لأداء دورها الاستراتيجي مع المؤسسات الإقليمية في تلك القارة الجارة".

ويستطرد العلمي أن "السعودية أعلنت توقيعها أكثر من 50 اتفاقية ومذكّرة تفاهم مع الدول الأفريقية، بهدف نبيل، وهو تحقيق شراكة متينة ومستقبل واعد لأطرافها، بمعنى آخر، التقارب السعودي الأفريقي يدعم الدور السعودي في باب المندب وخليج عدن عن طريق الاستثمار الاقتصادي، ويعمل على تقوية صلابة الشراكة التجارية والنفطية بين السعودية والقارة الأفريقية".

دلائل أوّلية

"بالنسبة إلى مدى تأثير القمة الأخيرة على الاستثمار والتنمية والتوسّع في القارة السمراء، فهناك دلائل أوّلية تشير إلى نجاح مبادرات الاستثمار الرصينة في أفريقيا".

ويرى المتحدّث ذاته أن "من دلالات النجاح السعودي في القارة السمراء، هو حضور أكثر من 1000 مشارك ومختص وأكاديمي من المسؤولين السعوديين والعرب والأفارقة والمستثمرين من مختلف الجنسيات، والاتحادات التجارية، والمنظمات الدولية، المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الإفريقي، وهذا دليل على النية المباركة والعزيمة الجادة لتعزيز الشراكة العربية الأفريقية بعدد من الجوانب الاقتصادية والاستثمارية".

ويتابع: "لعلّي أطرح بعض الأمثلة.. شهد المؤتمر توقيع الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، على 5 مذكرات تفاهم في كل مجالات الطاقة، بين السعودية و5 دول أفريقية، وهي السنغال ورواندا وتشاد وإثيوبيا ونيجيريا".

إقرأ أيضًا: ولي العهد يطلق شركة “اردارا”

المتخصّص الاقتصادي يؤكّد: "كذلك تم توقيع 14 اتفاقية قرض تنموي جديدة بين الصندوق السعودي للتنمية و12 دولة إفريقية بقيمة تتجاوز مليارَي ريال.. لا بد أيضًا من ذِكر مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها بين الرياض والقاهرة لإقامة حوار مالي رفيع المستوى بين وزارتي المالية في البلدين.. هذه أكبر أدلة دامغة على صلابة علاقة المملكة بالقارة الأفريقية".

أما فيما يخص التعمّق السعودي في أفريقيا والخطوات الأخيرة ومدى تأثيرها، فحسب عبدالله العلمي، يمكن اختصارها كالتالي، السعودية أبدت استعدادها لضخ استثمارات متنوّعة جديدة في مختلف القطاعات ما يزيد على 25 مليار دولار، وتمويل وتأمين 10 مليارات دولار من الصادرات، إضافة لتقديم 5 مليارات دولار كتمويل تنموي سخي لأفريقيا حتى 2030.

ويقول العلمي: "هذا ليس كل شيء، بل إن السعودية قدّمت أكثر من 45 مليار دولار لدعم المشاريع التنموية والإنسانية في 54 دولة أفريقية، وبلغت مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أكثر من 450 مليون دولار في 46 دولة أفريقية".

ويختتم الكاتب حديثه قائلًا: "عزم السعودية على تطوير علاقات التعاون وتنمية مجالات التجارة والتكامُل مع الدول الأفريقية، دليل على تأثير الاهتمام السعودي بأفريقيا. الأمثلة التي ذكرناها هنا، تُعبّر عن المشاريع الجديدة، إلا أن هناك مشاريع تنموية وخيرية أخرى ومساعدات ضخمة ضمن الأعمال الإنسانية للمملكة، كذلك أعلنت السعودية إطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين في أفريقيا، وذلك عبر تدشين مشاريع وبرامج إنمائية في دول القارة، بقيمة تتجاوز مليار دولار على مدى 10 سنوات".

إقرأ أيضًا:

“سكني”: أكثر من 84 ألف أسرة استفادت من البرنامج منذ بداية 2023