قمم الرياض تعكس نجاح الدبلوماسية السعودية ومكانة المملكة إقليميًا ودوليًا

تعكس القمم التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض في الأيام الأخيرة مكانة المملكة دوليًا وإقليميًا وقدرتها على الحشد الدولي، للتفاعل السريع مع الأزمات التي تواجه المنطقة، كما لا تغفل هذه القمم في كل الأحوال تعزيز أواصر التعاون بين المملكة والدول الأخرى.

وتمثل القمة السعودية الأفريقية والقمة العربية الإسلامية وقمة السعودية ودول الكاريبي، ثلاث حلقات في سلسلة من مؤتمرات القمة التي استضافتها الرياض أو غيرها من المدن السعودية، التي تعكس حرص القيادة الحكيمة على تطوير علاقاتها بجميع دول العالم، من جهة، كما تأتي ضمن التزام المملكة بتحقيق التنمية المستدامة من جهة أخرى.

إعلان الرياض 2023

وبعد القمة السعودية الأفريقية التي عقدت يوم 10 نوفمبر 2023، صدر بيان الرياض مؤكدًا التزام المملكة بدعم الدول الأفريقية سواء من خلال مبادرة الملك سلمان الإنمائية التي تصل قيمتها إلى مليار دولار أو من خلال مشروعات صندوق التنمية السعودي، أو صندوق الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

وتضمن إعلان الرياض التأكيد على رغبة الرياض في استكشاف الفرص الاستثمارية التي تزخر بها القارة السمراء، كما كشف عن رغبة السعودية في تعزيز التعاون السياسي وتوسيع العلاقات الدبلوماسية ورفع عدد السفارات السعودية في أفريقيا إلى أكثر من 40 سفارة إضافة إلى حزمة من المساعدات والقروض والمشاريع التنموية في 54 دولة من دول القارة.

كما اتفق القادة على تعزيز العلاقات الاقتصادية في قطاعات الصناعة والتعدين والقطاع غير النفطي وزيادة حجم التبادل التجاري، والاستثمارات المتبادلة وغيرها من المجالات.

القمة العربية الإسلامية الطارئة

وبعد أقل من 24 ساعة على القمة السعودية الأفريقية، شهدت الرياض انعقاد القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، بمشاركة أكثر من 57 رئيس دولة وزعيم من جميع أنحاء العالم للتأكيد على موقف السعودية الرافض للعدوان الإسرائيلي على المدنيين العزل في قطاع غزة.

وأدان قادة الدول المشاركين في القمة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يرقى إلى جرائم الحرب وطالبوا مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار فوري يدين تدمير إسرائيل الهمجي للمستشفيات في قطاع غزة ومنع إدخال الدواء والغذاء والوقود إليه، كما طالبوا المحكمة الجنائية الدولية استكمال التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما قررت القمة تكليف السعودية وعدة دول أخرى ببدء التحرك الدولي فورًا لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة.

التعاون بين المملكة ودول الكاريكوم

ظهرت مجموعة دول الكاريبي أو تحالف الكاريكوم، للوجود عام 1973، وتتألف من 20 دولة منها 15 عضوا دائما، و5 دول أعضاء منتسبين، وهي أنتيغوا وباربودا، الباهاما، باربادوس، بليز، دومينيكا، رينادا، غيانا، هايتي، جامايكا، مونتسرات، سانت كيتس ونيفيس، سانت لوسيا، سانت فنسنت والغرينادين، سورينام وترينيداد وتوباغو.

وقد اتخذت هذه الدول في وقت مبكر قرارها بالتكامل الاقتصادي، وإزالة الحواجز الجمركية وتحرير الصادرات، وحرية انتقال رأس المال وتعزيز التعاون وتنسيق السياسة الخارجية وتنسيق تعاون دول التكتل مع غيرها من دول العالم.

وحرصت المملكة على تعزيز التعاون مع دول هذا التكتل، وتوسيع التبادل التجاري ضمن سياسة الانفتاح التي تنتهجها السعودية للتعاون مع التكتلات الاقتصادية الفاعلة وبناء علاقات إيجابية قائمة على تحقيق المصالح المشتركة.

وخلال مشاركتها في منتدى الاستثمار السعودي الكاريبي الذي عقد في يوليو 2022 بالدومينيكان، حرصت السعودية على تفعيل التعاون وتمثل ذلك في مشاركة قادة الاستثمار من القطاعين العام والخاص؛ بهدف مناقشة فرص الاستثمار والتطورات في القطاعات الاستثمارية ذات الأولوية.

كما حرصت المملكة على المشاركة في أعمال القمة التاسعة لرؤساء دول وحكومات رابطة دول الكاريكوم، في مايو الماضي في غواتيمالا، وتمت مناقشة سبل تفعيل العمل المشترك وتعزيز التعاون وصولا إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.

مستهدفات القمة الأولى

وتمثل القمة السعودية الأولى مع دول الكاريكوم نقطة انطلاق جديدة نحو إعادة رسم مسار العلاقات بين الجانبين لتحقيق النتائج التالية:

• تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين السعودية ودول منطقة الكاريبي.

• تنسيق المواقف بشأن القضايا الخارجية ذات الاهتمام المشترك مثل التجارة والتغير المناخي والتنمية المستدامة.

• دعم العلاقات التجارية والاستثمارية بين القطاعين العام والخاص في الجانبين.

• بحث الفرص الاستثمارية المشتركة خاصة في قطاعات الصناعات الغذائية والزراعية.

• تبادل الخبرات والأبحاث والتقنيات الحديثة.

• تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

• تعزيز التعاون في مجالات السياحة والسفر في ظل الإمكانيات السياحية التي تزخر بها المملكة.

نجاح الدبلوماسية السعودية

والحقيقة أن هذه القمم الثلاث سبقتها العديد من القمم وستليها العديد من القمم الأخرى وسيتكتب التاريخ أن المملكة كانت هي المستضيف للعديد من القمم التي ساهمت في إعادة رسم العلاقات والسياسات في المنطقة ولا ننسى القمة العربية التي استضافتها الرياض في مايو الماضي والتي أعادت دمشق إلى محيطها العربي بعد غياب أكثر من 11 عامًا.

ولا يجب أن ننسى القمة الخليجية الصينية للتعاون والتنمية التي عقدت في الرياض في ديسمبر 2022، لإعادة رسم العلاقات بين دول الخليج والصين، ولا قمة جدة للأمن والتنمية، في يوليو 2022 بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن والقمة الخليجية العربية الأمريكية التي ضمت قادة مجلس التعاون الخليجي والأردن والعراق ومصر.