الرياض الخضراء.. المشروع الأكثر طموحا على مستوى العالم

في مارس 2019 وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حجر أساس أربعة مشاريع كبرى في الرياض ضمن رؤية السعودية 2030 كان من بينها مشروع الرياض الخضراء الذي يعتبر أحد أهم المشروعات طموحًا على مستوى العالم في مجال التشجير.

ويسهم هذا المشروع إضافة إلى باقي المشروعات الأربعة في تعزيز مكانة العاصمة السعودية ورفع تصنيفها بين مدن العالم وتحسين جودة الحياة فيها وجعل الرياض واحدة من ضمن أفضل مدن العالم للعيش والعمل فيها.

موقع متميز وكثافة بشرية
وتتميز مدينة الرياض بموقعها المتميز وسط المملكة و قد أعطى هذا الموقع للعاصمة السعودية بعداً استراتيجياً مهماً انعكس بمردود إيجابي على تنمية منطقة الرياض بشكل خاص وتنمية المناطق المحيطة بها بشكل عام، خاصة مع الخطط التنموية الطموحة لتعزيز اقتصاديات المدن في المملكة.

كما تُعد الرياض أكبر المدن السعودية من حيث عدد السكان، يليها جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والدمام، حيث يتجاوز عدد سكان الرياض 7 ملايين نسمة في تعداد 2022، وهذه الثروة البشرية الهائلة تتطلب خططًا تنموية تعزز الحياة في العاصمة وتجعلها واحدة من بين أكثر دول العالم جذبًا لرؤوس الأموال والسياح والمستثمرين والباحثين عن الإقامة المميزة.

 

نصف الإنتاج غير النفطي
وتمثل الرياض وحدها نصف المستهدف من الإنتاج غير النفطي في السعودية بما يتوفر لديها من إمكانيات في مجالات التجارة والتصنيع والنقل والمواصلات والتعليم والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية والتحول الرقمي واستقطاب رؤوس الأموال.

وما يسهل تنمية الرياض وفق ما أعلنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في وقت سابق " أن تكلفة خلق الوظائف في الرياض أقل بنسبة 30% من أي مدينة أخرى وتكلفة تطوير البنى التحتية والعقارية أقل من باقي المدن بنفس النسبة تقريبًا "، ما يجعل الرياض إحدى ركائز التنمية الاقتصادية في السعودية.

وتحتل الرياض المرتبة الـ40 في مؤشر اقتصاديات المدن فيما تستهدف المملكة تحولها ضمن أول عشرة مدن على مستوى العالم كما أنه من المتوقع نمو سكان الرياض حتى يصل ما بين 15-20 مليون نسمة بحلول عام 2030 بناء على معدل النمو السكاني في السعودية وفق إحصائيات 2022، كذلك تسعى المملكة لأن تكون الرياض من أميز المدن في العالم في جودة الحياة والسياحة وفي الخدمات ولهذا جاءت المشروعات العملاقة في الرياض ومن بينها مشروع الرياض الخضراء.

أهداف مشروع الرياض الخضراء

ويهدف المشروع إلى غرس قرابة 7.5 مليون شجرة في العاصمة السعودية الرياض ضمن خطة سعودية طموحة لزراعة 10 مليارات شجرة في إطار مشروع مبادرة السعودية الخضراء التي أعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ومن المتوقع أن يسهم المشروع في حال اكتماله في تحسين جودة الهواء في العاصمة وخفض درجات الحرارة في المدينة، وتشجيع السكان على ممارسة نمط حياة أكثر نشاطاً وحيوية بما ينسجم مع أهداف وتوجهات رؤية السعودية 2030.

كما يستخدم المشروع 72 نوعًا من الأشجار التي تجود زراعتها في الرياض وتتلاءم مع الظروف المناخية في العاصمة.

العوائد والمزايا المتوقعة

ومن خلال مشاركة المجتمع في أنشطة التشجير يستهدف المشروع ما يلي:

• المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ويعزز مساهمة السعودية في مواجهة آثار التغيرات المناخية وتقليل الانبعاثات الضارة.
• تقليص نفقات الرعاية الصحية واستهلاك الكهرباء.
• التوسع في استخدام مياه الري المعالجة ووقف هدر مياه الشرب في الري .
• خفض درجة الحرارة في العاصمة بمقدار من 1.5 إلى 2 درجة مئوية.
• خفض استهلاك الطاقة بمعدل 650 جيجا واط / ساعة من خلال التوسع في تطبيق تقنية الجدران الخضراء.
• المساهمة في إنشاء مناطق مفتوحة للتنزه وممارسة الرياضات المختلفة، وزيادة معدلات المشي للأفراد.
• تحقيق عائد اقتصادي للمدينة بنحو 71 مليار ريال عام 2030 م.
• تعزيز تجربة الحياة في الرياض ضمن مستهدفات جذب مقرات الشركات الإقليمية والعالمية إلى السعودية.
• توفر آلاف الفرص الوظيفية بشكل مباشر وغير مباشر في القطاعات المغذية.
• ضخ استثمارات في المشروعات المكملة مثل مشروعات المشاتل التي توفر ملايين الشتلات ومشروعات تطوير أنظمة الري وإنتاجها.
• تساهم مناطق التشجير الكثيف إلى خفض نسبة وهج الحرارة المنبعث من الأرض بنسبة تصل إلى 15 درجة.
• يستهدف المشروع زيادة المساحات الخضراء من 1.5 % (91 كم) إلى 9.1% أي ما يعادل 545 كم.
• إنتاج مليون متر مكعب من المياه المعالجة يوميًا لاستخدامها في أغراض الري.

خريطة المشروع

ويمتد المشروع الطموح على مساحة مدينة الرياض حيث من المستهدف أن يتم تشجير ساحات المدارس والمساجد والجامعات والمصالح الحكومية والأودية وغيرها، حيث يصل عدد المساجد المستهدفة بالتشجير 9 آلاف مسجد في العاصمة الرياض و6000 مدرسة إضافة إلى 3330 حديقة في أحياء الرياض و43 متنزها عام في أنحاء العاصمة و2000 موقع من مواقف السيارات.

فضلا عن المنشآت الحكومية والصحية بعدد 1670 وحدة و64 كلية وجامعة وأكثر من ألف كيلو متر كأحزمة خضراء ضمن خطوط المرافق العامة وأكثر من 175 ألف قطعة أرض فضاء وقرابة 16.5 ألف كيلو متر من الطرق وغيرها من المرافق والمناطق الشاسعة بما يضمن توزيع المشروع على كافة أحياء وشوارع العاصمة السعودية.

كل هذه المستهدفات وغيرها تأتي ضمن برنامج جودة الحياة، وبرنامج التحول الوطني، لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 20230.