على شحم

قصص وعبارات كثيرة تتزاحم في الذاكرة عندما يطرأ موضوع أو فكرة توازن وتقارن بين بعض المواقف، وبعض الظروف. عبارة على شحم عبارة شعبية بامتياز ولها دلالات عملية في الثقافة واللغة العربية الفصحى بكل تأكيد، لكن قصتي مع هذه الكلمة أنه في سن الفتوة كنت أسمع هذه العبارة تتردد وكنت أحاول الاقتراب من معاناها العام، والظاهري بتفكيكها من خلال استحضار معنى الحرف على ومعنى الكلمة شحم، الشحم مادة غذائية أعرفها جيداً لكن عندما يوضع أمامها حرف على تدخل في معنى آخر، وتدخلني كفتى أحب أن أفسر وأفهم كل ما يقال ، ويحدث أمامي. تدخلني في متعة بلا حدود. إلى أن تمالكت شيئ من الشجاعة وسألت أحد أقاربي ممن ترد العبارة على شفاههم، وفي ثنايا أحاديثهم، سألت قريبي المغفور له أبو مهدي عن معنى عبارة على شحم، وبعد أن ضحك الرجل ضحكة اشعرتني بشيئ من الحرج استوى في جلسته وقال: صب لي فنجال.

وكنت أجلس أمامه بجوار دلة القهوة، وبراد الشاي التي تقدم تقليديا لكل من يدخل مجلس البيت من الرجال. قال أبا مهدي غفر الله له : اسمع ياولدي عندما تسمع كلام مافيه فايدة، يعني مافيه زبدة، ولا له ثمرة فعليك أن تباشر باسكات المتحدث لكن بطريقة لا تجعلك وقحاً في نظره، ولا تجعل الآخرين يلومونك على مابدر منك. قلت له: يعني كتم مؤدب لمن لا يروق لي حديثه.

ضحك من جديد وقال: أحسنت هو تماماً كما قلت. هذه العبارة وما يحيط بها من ذكريات استرجعتها منذ الاسبوع الأول من أحداث حرب حركة حماس وإسرائيل في غزة عندما تصدى مجموعة من المعلقين والمفسرين المزورين وأصحاب الأهواء وبعض اصحاب المواقف المؤدلجة للمواقف العربية الرسمية وللقادة العرب ودولهم هذه الجوقات المريضة تنشط في مثل هذه المواقف تشكك في المواقف وتخون و تتهم الآخرين بالتواطؤ والتآمر. المصيبة عندما يقول أحدهم وقد بلغ من العمر عتياً ويعيش في منفى اختياري في الدول التي يقول أنها تمتص دماء الأطفال ولا تراعي حقوق الإنسان، ويتهم القيادات السياسية العربية بالعمالة للدول الكبرى، والمصيبة الأكبر عندما يتعمد رجل في هذه المواصفات العمرية ويطلق لحيته ويتعمد الكذب البين أن قادة عرب دعموا ويدعمون قتل الأطفال في غزة. ثالثة الاثافي كما يقال عندما يجد مثل هذا الخطاب التأييد والتشجيع، ويأتي البعض وعن جهل واضح بدعوة الدول العربية لاستخدام مقدراتها الاقتصادية وهو لا يعرف ابجديات تلك الثروات الاقتصادية وطبيعة أسواقها، وجهات الطلب الحقيقة لها. جامعة الدول العربية هذه المؤسسة العتيدة التي برغم كا مايقال حولها تبقى البيت الذي يجمع كل العرب برغم خلافاتهم، ظهر من يقترح على حكومات الدول العربية الغاء عضويتها في الجامعة. لكل هذه الاصوات على اختلاف مشاربهم نقول ببساطة " على شحم"