الكاتبة سلمى بوخمسين لـ”الوئام”: الأدب السعودي المُترجم نافذتنا نحو العالمية

الكاتبة سلمى بوخمسين

أيام وتستقبل المملكة العربية السعودية معرض جدة للكتاب، ليكون رابع المعارض التي تنظّمها هيئة الأدب والنشر والترجمة، فضلا عن تنظيم ملتقى الترجمة في نسخته الثالثة 2023 بنجاح، حيث شهد عدة جلسات ومحطات وورش عمل مع خبراء في الترجمة في لغات الغرب والشرق، للتضافر مع تنظيم متوالٍ لمعارض الكتب بالمملكة.

الجهود التي بذلتها المملكة لإحداث نهضة وطفرة ثقافية، ترتبط ارتباطا وثيقا بإعلان منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، فوز السعودية بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو للدورة 2023 - 2027، وذلك أثناء انعقاد أعمال الدورة الـ42 للمؤتمر العام لليونسكو.
عصر ذهبي لدعم الثقافة

ترى سلمى بوخمسين، كاتبة الرأي والسيناريست، أن "إسهامات السعودية والتتويج بعضوية (تنفيذي اليونسكو) للمرة الثانية، دليل أن ما نشهده الآن هو عصر ذهبي لدعم الثقافة والفن والتراث، وأُتيح مؤخرا المجال لزيارة المملكة بفيزا سياحية، في حين لم يكن ذلك ممكنا لغير المعتمرين والحجيج، أمّا الآن فتعد المواقع التراثية السعودية، مثل مدائن صالح في العلا وقرية رجال ألمع وجبل القارة في الأحساء، من أهم المعالم التراثية في العالم العربي، كون بعض الآثار في المملكة يعود تاريخها لما يقارب 3 آلاف سنة وأكثر، كما اعتنت المملكة بتحويل هذه المدن الأثرية إلى مدن مجهزة لاستقبال السياح".

وبشأن ما تُقدّمه المملكة من دعم مادي وقيادي ضمن رؤية المملكة (2030) وهل هو كافٍ لإيجاد نجاح أدبي وثقافي واسع؛ تقول سلمى بوخمسين، في حديث خاص لموقع "الوئام"، إن "المناشط الثقافية السعودية متواصلة على مدار العام وفي كل مناطق المملكة، من معارض الكتب والمهرجانات والمسابقات وفعاليات الشريك الأدبي وجمعية الأدب وغيرها، وكلها مظلات رسمية داعمة للكتَّاب والكتاب".

وتُضيف بوخمسين أن "الاهتمام زاد مؤخّرا بحركة النشر والترجمة من وإلى اللغة العربية، وتمت ترجمة العديد من إصدارات الأدب السعودي إلى اللغات الصينية والفرنسية، فضلا عن الإنجليزية والمشاركة بها في معارض في الدولتين؛ لذلك بكل تأكيد كل هذا الدعم والزخم من شأنه إيجاد نجاح أدبي ثقافي وإيصال الأديب المحلي إلى العالمية".

المرأة السعودية

توجّهت سلمى بوخمسين بنصائح ثمينة للمرأة السعودية التي تريد أن تحجز لها مكانا مميّزا في الوسط الثقافي والأدبي والفني بالمملكة الفترة المقبلة، قائلة: "المنتج الجيد سيفرض نفسه في أي زمان ومكان؛ لذلك أهم النصائح للمرأة السعودية تكمن في التسلّح بالثقافة العالية والمعرفة ومتابعة الإصدارات الأدبية والثقافية الحديثة والكلاسيكية، وقد تكون المسابقات الأدبية بوابة جيّدة لوصول اسم الكاتبة للوسط الثقافي".

واختتمت بوخمسين حديثها الخاص إلى "الوئام" بشأن أهم أعمالها في السيناريو والكتابة الفترة المقبلة، كاشفةً أنها تعمل حاليا بالتعاون مع مؤسسة بالعربي لتحضير مناهج تعليمية لتعليم اللغة العربية للمرحلة المتوسطة.

ومن المقرر أن تشهد هذه الدورة من معرض جدة للكتاب مشاركة نحو 400 دار نشر دولية وعربية ومحلية، وستُنفَّذ حزمة من الفعاليات لدعم وصول الكتب لأكبر شريحة ممكنة، وصُنع منافذ متعدّدة للنشر والتوزيع، ممّا يضمن تحويل المملكة إلى منصةٍ رئيسةٍ في صناعة النشر، بما يتوافَق مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية السعودية 2030.