متوقعًا انتهاء الحرب.. خبير سياسي لـ”الوئام”: قبول إسرائيل بالهدنة اعتراف بالهزيمة

الدكتور حسن مرهج
الدكتور حسن مرهج

خاص - الوئام

أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أن الحركة تقترب من التوصل لاتفاق على هدنة بينها وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي في الحرب الدائرة بين الطرفين، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن "اعتقاده" بأن الاتفاق وشيك.

على الجانب الآخر، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحكومة، الثلاثاء، أن القبول باتفاق للإفراج عن رهائن احتجزتهم "حماس"، خلال هجومها في السابع من أكتوبر، كان "قرارا صعبا لكنه القرار الصحيح".

وقال نتنياهو، خلال اجتماع للحكومة هدف إلى اتخاذ قرار بشأن الاتفاق، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ساعد "في تحسين الخطوط العريضة المعروضة أمامكم، بحيث يشمل الاتفاق عددا أكبر من الرهائن بثمن أقل"، مضيفا أن "المؤسسة الأمنية برمّتها تدعم الاتفاق بالكامل".

خطوط الصفقة الأوّلية

الصفقة، حسب المصادر الإسرائيلية والفلسطينية، تتضمّن هدنة 5 أيام، تشمل وقفا شاملا لإطلاق النار والأعمال القتالية، ووقفا تاما لتحليق الطيران الإسرائيلي في سماء قطاع غزة، باستثناء مناطق الشمال، حيث سيوقف تحليق الطيران لمدة 6 ساعات يوميا فقط.

تتضمّن الصفقة أيضا إطلاق سراح ما بين 50 و100 رهينة محتجزين في قطاع غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن 300 أسير من الأطفال والنساء الفلسطينيين.

ومن المقرر أن يكون الإفراج عن هؤلاء على مراحل، بمعدل 10 أسرى من الإسرائيليين يوميا، مقابل 30 أسيرا فلسطينيا، على أن يتم الإفراج عمّن يتبقى في اليوم الأخير، كما ستسمح الصفقة للصليب الأحمر بزيارة المحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة، حيث من المتوقع ان تبدأ عملية التنفيذ يوم الخميس.

في السياق، يقول الدكتور حسن مرهج، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، إن "قبول إسرائيل بصفقة تبادل الأسرى يُعد نوعا من الخسارة، لأنها كانت تراهن على تحرير أسراها من المقاومة الفلسطينية دون تبادل أسرى فلسطينيين من سجون إسرائيل، وهي مضطرة إلى هذه المبادلة كونها خلال أكثر من 40 يوما من القتال في شمال قطاع غزة لم تُحرز تقدّما ملموسا على الأرض".

هل خسرت إسرائيل؟

يُضيف حسن مرهج، في حديث خاص لـ"الوئام"، أن "الرّشق المستمر للأراضي في العمق الإسرائيلي بصواريخ من حماس وفصائل فلسطينية، لا سيما من جباليا تحديدا، يوم أمس، كلها مؤشرات أكيدة على الفشل الأمني والعسكري الإسرائيلي الذي لا يجد حلا سوى قصف مدفعي وبالطائرات للمستشفيات والمقرّات الأممية، وهو ما يجلب على إسرائيل مزيدا من السخط العالمي".

ويرى الباحث الفلسطيني والمحاضر في كلية الجليل بالناصرة، أن "خسارة إسرائيل الكبرى هي الإذعان لإملاءات الفصائل الفلسطينية، لأن الجيش الإسرائيلي راهن على القوة الغاشمة في تركيع الفصائل، وهو ما جنى فشلا ذريعا"، متوقّعا قرب انتهاء الحرب مع تيقّن حكومة إسرائيل أن الثبات على الأرض الفلسطينية بوجه الفصائل "مستحيل"، مع تزايُد الخسائر العسكرية بصفوف الإسرائيليين في العدد والعتاد.

واستعرض الباحث الفلسطيني أوجُه المكاسب التي تدلل على تغيير القوى في قطاع غزة لصالح حماس، التي ظهرت بقوة في التنظيم على الأرض وتوجيه ضربات مباشرة وإدارة حرب شوارع، ما ساعد تعظيم خسائر الجيش الإسرائيلي والقبول بالهدنة التي طرحت مرارا في أوقات سابقة من أطراف دولية وإقليمية.

وتطرّق حسن مرهج إلى أهمية "وقف الأعمال القتالية لعدة أيام وإطلاق سراح نحو 50 محتجزا مدنيا لدى "حماس" وإطلاق سراح النساء والأطفال الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، كلها مكتسبات مهمّة، ويمكن البناء عليها، بينما لم تستطِع إسرائيل استرداد ما أسمته "الكرامة العسكرية" التي أريقت في 7 أكتوبر الماضي".

إقرأ أيضًا:

حماس وإسرائيل تتفقان على هدنة إنسانية وتبادل أسرى ومعتقلين