“واشنطن – بكين”.. ضربات ما تحت الحزام في صراع قمع الصحفيين

الصين وأمريكا
الصين وأمريكا

أثار قرار الصين، اليوم الأربعاء، بطرد 13 صحفيا أمريكيا عاملين بـ3 صحف أمريكية كبرى، جدلا واسعا، وذلك في إطار النزاع الإعلامي بين البلدين، بعد مقال رأي نشر في "وول ستريت جورنال" في 13 شباط/فبراير، حمل عنوان "الصين هي الرجل المريض الفعلي في آسيا" في خضم تفشّي وباء فيروس كورونا المستجد فيها.

وأعلنت وزارة الخارجية الصينية اليوم الأربعاء (18 مارس) ثلاثة إجراءات مضادة، قالت إنها تأتي ردا على القمع الأمريكي غير المعقول لمكاتب الإعلام الصينية في الولايات المتحدة.

وقالت الوزارة إنها لن تسمح لجميع الصحفيين الأمريكيين الذين يعملون في صحف "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" و"واشنطن بوست" الذين ينتهى سريان اعتماداتهم الصحفية قبل نهاية العام الجاري بالاستمرار في العمل في البلاد.

كما يتم منع هؤلاء الصحفيين من العمل من هونج كونج وماكاو، في خطوة وصفها نادي المراسلين الأجانب في الصين بأنها غير مسبوقة.

وبررت صحف صينية القرار، قائلة إن الحقائق أثبتت أن الولايات المتحدة قامت بقمع وسائل إعلام صينية بشكل غير معقول، كما تصاعد هذا القمع باستمرار.

وأشارت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء إلى أن واشنطن تبنت سياسة تمييزية ضد الصحفيين الصينيين، إذ تم رفض أو تأجيل النظر في طلبات التأشيرة لأكثر من 30 صحفيًا صينيًا إلى أجل غير مسمى من قبل الولايات المتحدة منذ عام 2018.

وذكرت أن من بين هؤلاء، 9 صحفيين مقيمين لا يمكنهم دخول البلاد مرة أخرى بعد مغادرتها. إضافة إلى مطالبة مكاتب الإعلام الصينية ذات الصلة بالتسجيل كـ"عملاء أجانب"، وإدراج خمس مكاتب إعلامية صينية في الولايات المتحدة على أنها "بعثات أجنبية"، وفرض قيود على أعداد أفراد المكاتب الإعلامية الخمس المذكورة في الولايات المتحدة.

وأغفلت تلك الصحف أن الصين طردت 9 صحفيين أجانب آخرين منذ عام 2013، ورفضت منح تأشيرات لآخرين.

إلا أن نادي المراسلين الأجانب في الصين كان له رأي آخر، إذ انتقد قرار الطرد الجماعى الذي أعلنت عنه الحكومة الصينية اليوم الأربعاء، والذي يطال ما لا يقل عن 13 صحفيا أمريكيا.

وقال النادي إن الطرد الذي يشمل الصحفيين في ثلاث صحف "يمكن أن يؤثر على عدد أكبر من الصحفيين، اعتمادا على اتساع النطاق الذي تنفذ به السلطات الصينية القرار".

وأوضح النادي: "ليس هناك من يستفيد من استغلال الصحفيين كقطع شطرنج دبلوماسية من جانب قوتين اقتصاديتين بارزتين في العالم ... الصحفيون يضيئون العالم الذي نعيش به. تجعل الصين نفسها معتمة عبر هذا الإجراء".

من جانبه، أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء أنه سيتخذ قريبا قراراً للرد على طرد السلطات الصينية ثلاثة صحافيين من أراضيها يعملون لحساب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وقال ترامب في مؤتمر صحافي عقده في نيودلهي "سنعمل على هذا الملف، فهو أمر لا أحب رؤيته".

وتابع ترامب بأن "ما حصل ليس عادلاً، لأننا نسمح بوصول جيد جدًا" لوسائل الإعلام الصينية في الولايات المتحدة" مضيفا "سنتخذ قراراً حول هذا الملف بسرعة نسبياً".

وغادر صحافيان يعملان لحساب "وول ستريت جورمال" الأراضي الصينية الإثنين، فيما لا تزال صحافية ثالثة طاولها قرار الطرد نفسه، موجودة في ووهان (وسط البلاد) مركز تفشّي الوباء، ولا يمكنها المغادرة بسبب الحجر الصحّي المفروض.