تلبية لطلب طبيبة تجميل.. أحمد العرفج يعدد قواعد الجمال

روى الكاتب الصحفي أحمد عبدالرحمن العرفج، أسباب كتابته مجموعة مقالات عن "قواعد الجمال"، وقال إن الطبيبة وأخصائية التجميل القديرة الدكتورة نوّارة العرفج، اتصلت به وأعجيت كثيرا بمقاطعه التي يتحدث فيها عن تعريف الجمال وقواعده، وطالبته بكتابة وتسجيل هذه الأفكار عن الجمال حتى يعلقها أطباء التجميل في مداخل عياداتهم.
وقال في مقالات نشرتها صحيفة "المدينة"، إن من أهم القواعد التي استخردها من الكتب أن الجمال نسبي، فهو يكون في عين الناظر قبل أن يكون في الشخص الجميل، وقد قالت العرب: «حسنٌ في كلّ عين ما تودّ»، ويقول تولستوي: «إن الإنسان هو الذي يرى الأشياء كما يريد، فالأشياء تبدو قبيحة أو جميلة رهناً بوجهة نظر المتأمّل، ذلك يعني أن الجمال ليس القائم خارج الإنسان، ولكن الجمال الحقيقي هو الموجود في داخل الروح الإنسانية».
وأضاف أن "الجمال مستبدّ، ولكنه استبداد مؤقت، وفي ذلك يقول سقراط: «الجمال استبداد مؤقت». ثالثاً: إن الجمال يختلف من شخص لآخر، فما تراه شيئاً جميلاً قد أراه شيئاً عادياً، وما أراه شيئاً عادياً قد تراه شيئاً جميلاً، وهذا يرتبط بك قبل غيرك، وفي ذلك يقول جلال الدين الرومي: «حين تعثر على الجمال في قلبك ستعثر عليه في كل قلب»".
وتابع:"الجمال متعدّد، بمعنى أنه لا توجد صورة مثالية واحدة له.. من هنا قد نشاهد ألف فتاة كلهنّ جميلات وليس فيهنّ واحدة تشبه الأخرى، وفي ذلك يقول أحد الشعراء: عقدَ الخلائق في الجمال عقائداً وأنا اعتقدتُ جميع ما اعتقدوه.
وقال إن الجمال متغيّر، بمعنى أنه يختلف من عصر إلى عصر، ومن يقرأ أشعار أهل الجاهلية يجد أنهم يتغزّلون ويثنون على المرأة الرُّداح، وهي المرأة الممتلئة «هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة»، أما المعاصرون فيميلون إلى المرأة الرشيقة التي إن لم تسبق الغزال فهي تنافسه في الأولمبياد. حسناً، ماذا بقي؟ بقي القول: هذه الدفعة الأولى من أقساط الجمال، سددتُها لكم في هذا المقال، وأرجوكم أن تنتظروا المقال القادم لنكمّل الأقساط، لأن الجمال ميدانه وسيع أوسع من الهزائم التي تلقّاها نادي الاتحاد في السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أن الجمال قابل للكسر والذبول والذوبان، وفي ذلك يقول الفيلسوف أوفيد: «الجمال هدية قابلة للكسر».
وأوضح أن من قواعد الجمال المعروفة أنه موضوع طويل والكلام عنه كثير، وفي ذلك يقول أناتول فرانس: «إن ميدان الجمال واسع تكثر فيه المتناقضات حتى أن باستطاعة المرء أن يناقش في موضوعات تقدير الجمال أكثر مما يستطيع في أي موضوع آخر».
وواصل: "الجمال شفيع جميل وواسطة أصيلة، وقد جاء في الأثر: «التمسوا الخير عند صباح الوجوه»، وفي نجد قالوا: «الحُسن مرحوم»، وأنا أشاهد في المجالس أن صاحب الوجه الجميل إذا أخطأ ونثر الشاي قيل له: «انتثر الشرّ»، أما إذا نثر الشاي شخص دميم مثلي قيل له: «الله يعميك ما تشوف؟!» وفي ذلك يقول المثل اللاتيني: «الجمال يجعل الخطأ محبباً»".
وقال إن الجمال يسكّت الإنسان بمعنى أنه «مسكّت»، والعامة إذا رأت شيئاً جميلاً تقول: «إنه مسكّت»، ويقول الفيلسوف أناييس نين: «الجمال نوعان: واحد يُنطقك، وواحد يُفقدك النطق»، أما شيخنا نزار قباني فيقول: فإذا وقفتُ أمام حُسنكِ صامتاً فالصمت في حرم الجمال جمالُ، كما أن الجمال علامة من علامات الشباب، وفي ذلك يقول كافكا: «من يحافظ على الجمال لا يهرم».

وتابع: "الجمال الخارجي مرتبط بالجمال الداخلي، بمعنى أن جمال الوجه مرتبط بجمال الروح، وفي ذلك يقول مصطفى محمود: «الجمال الحقيقي هو جمال الشخصية وحلاوة السجايا وطهارة الروح»، كما أن الجمال لا يتوافق مع الحزن، لأنه لا يقبل الحزن والألم، وفي ذلك يقول نيتشة: «لا يليق بالأرواح العظيمة أن تنشر ما يعتريها من الحزن والألم، يليق بها فقط أن تنشر الحُسن والجمال»، وقد قال الشاعر الأمير خالد الفيصل: حسايف الحزن يغشى وجهك الظاهر والورد في وجنتك حرام حرام تغريقه، كما أن الجمال الخارجي مهم للمرأة حتى تفوز بقلب الرجل، وفي ذلك تقول سيدة الجمال كوكو شانيل: «نحتاج نحن معشر النساء إلى الجمال لكي يحبنا الرجال، ونحتاج إلى الغباء كي نُحبّ الرجال»!، ويقول المثل الفرنسي: «الفتاة الجميلة تحمل مهرها على جبينها».
وقال إن أغلب أهل الجمال يقتربون من التعاسة، وفي ذلك تقول شقيقة نابليون بونابرت السيدة بولين: «أتعس الرجال أقواهم جداً، وأتعس النساء أجملهنّ جداً، وكنتُ أتعس الجميع، فقد جمعتُ بين القوة والجمال»، كما أن تفكير الإنسان يتدخّل في تشكيل ذائقته الجمالية، وفي ذلك يقول شكسبير: «ليس هناك جميل ولا قبيح، وإنما تفكير الإنسان هو الذي يصوّر الجمال والقُبح».