الأميرة «أضواء» لـ«الوئام»: تحديت السرطان بالعمل التطوعي.. وأسعى لتحقيق الاستدامة في «أضواء الخير»

شخصية استثنائية تغوص في أعماق الخير، إنسانة مُزدانة بقناديل العطاء وحاضنة لفِكرة التطوّع اللامحدود، سفيرة للإنسانية والسلام، إنها صاحبة السمو الملكي الاميرة أضواء بنت فهد بن سعد بن سعود آل سعود، رئيسة جمعية «أضواء الخير» الخيرية.

الوئام أجرت حوارا معها حول نشاطها الخيري والعقبات التي مرت بها ونشاط فريق «معا نحقق الأمل»، وحياتها الشخصية ومخططاتها في المرحلة المقبلة.

ماذا قدّمت سمو الأميرة على مدار نشاطاتها الاجتماعية الطويلة للمُجتمع؟

الحمدلله ميزنا الله بمملكة الإنسانية والسعودية العُظمى، ممثلة في مليكي الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وولي العهد سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان رجُل المرحلة، في ظل رؤية 2030 السامية، والتي على ضوءها كبُرت اهدافي وتوسّعت إنجازاتي التي أسعى فيها لمحاولة سد احتياجات بعض الأُسر المُتعففة ومبادراتي الدائمة للايتام والتأهيل الشامل.

كما قدّمت أيضا حملة تطوعيّة لحج هذا العام بعنوان «من أجلكم حجاج بيت الله الحرام»، بالمشاركة مع جمعية «ترتيل»، والتي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سعد بن فهد بن سعد آل سعود، وكنت أنزل للميدان بنفسي أنا وعضوات فريق «معا لنحقق الأمل» الخاص بالجمعية، والحمدلله استطعنا تحقيق النجاح في هذه الحملة .

هل كانت هناك عقبات مرت بها الجمعية، خاصة مع حملة الحج التطوعيّة  لهذا العام؟

دعيني أُصدقك القول، مررت بصعوبات لتسهيل إجراءات دخول الحملة إلى الحرم والحجاج، وقد خاطبت وزارة الحج ولم يأتيني أي رد. وبهذة المُناسبة أشكُر د. فاطمة الرشود وكيل رئاسة الحرمين الشريفين والتي بذلت جهوداً واضحة لتسهيل دخول الحملة والفريق والنزول إلى الميدان، وبالفعل أكملنا الحملة في غضون عشرة أيام وقُمنا بتوزيع المؤونة والمياه الباردة للحجاج طيلة اليوم ولله الفضل والمنّة .

ماذا عن فريق «معاً لنحقق الامل».. كيف بدأ وكم عدد أعضاءه وما الذي يقدمه؟

أنشئ الفريق في عام 1430 هجرية لخدمة جميع أفراد المجتمع، ويضم الآن أكثر من 3000 متطوعا ومتطوعة، والفريق تأسس بداية مع الأعضاء فهد بن فيصل العجران ولين بنت فيصل العجران وسديم بنت فيصل العجران ودُنى بن سلمة وأضواء النشيمي والجوهرة النشيمي، وهؤلاء جميعا معي في كل مبادرات الفريق، والزيارات التي شملت قطاعات وجهات كثيرة، وتنوعت بين دور المُسنّات ومراكز التأهيل الشّامل والقطاع الصحي، كما تم توزيع الأعضاء والعضوات على مناطق المملكة لإكمال المبادرات الخيرية والزيارات التطوعيّة.

على خلفية تصريحاتك بشأن الاستدامة.. ماذا لدى سمو الأميرة ونشاط فريق «معا لنحقق الامل»؟

هنالك فكرة واردة ضمن أهداف الفريق والجمعية لعام 2023 وهي تشجير ممر مسجد نمرة ووضع مخيمات تأوي الحجاج وتحميهم من أشعة الشمس وتأمين برادات مياه، أنا اعمل باسم المملكة، وكل مشروع أقوم به يمثل وطني قبل اسمي، وأسعى لتحقيق الاستدامة التي حثت عليها رؤية 2030 في الاعمال التطوعيّة.

سمو الأميرة.. ماذا أعطاكِ المرض وكيف تجاوزتي هذه المرحلة الصعبة في حياتك؟

أنا إحدى محاربات مرض السرطان، وأُصبت بجلطة رئوية، وتجاوزت الحمدلله مرحلة الخطر، وكنت مؤمنة بقضاء الله وقدره، وكانت عائلتي بما فيهم زوجي ووالدتي خلفي وأمامي أثناء فترة العلاج، ولم يؤثر على عملي التطوعي، كنت أنزل للميدان بنفسي بدون مساعدة أحد، متحديّة بذلك شراسة المرض ومؤمنة بأنّ من توكلّ على الله فهو حسبه.

أعطاني المرض مزيداً من الإصرار والقوّة، وعلّمت أبنائي أنّ الاستسلام ضعف وموت بطيء، وأنّ الأمل وحسن الظن بالله هو الذي جعلني أصل لِمرحلة الشفاء وتجاوز المراحل الانتكاسيّة للمرض.

ما مُقترحات سموك لتسهيل العمل التطوعّي ونشر ثقافة التطّوع بشكل صحيح وهادف؟

من هذا المنبر الاعلامي أقترح واطلب أن يكُن هناك تعاون بين الجمعيات الخيريّة بشكل مَرِن دون اللجوء لمُخاطبة الوزارة وذلك لعدة أهداف، منها تحقيق الهدف المنشود وهو الوصول الى الاُسر المُسجّلة في جميع القطاعات الحكوميًة غير الربحيّة، وإقامة الفعاليات الخيريّة في وقت قياسي قصير بين المناطق والمُدن والمُحافظات، والتعاون على سد احتياجات الفئة التي تحتاج الى المُبادرات الخيريّة التطوعيّة .

في الختام أشكرك أ. هيفاء، وأشكر صحيفة «الوئام» الغرّاء على إتاحة الفرصة للتحدث عن الجانب التطوعي والمبادرات التي نقوم بها في جمعية «أضواء الخير» الخيريّة، وفريق «معاً نحقق الأمل».