المتاحف الخاصة في نجران.. تجربة فريدة للاندماج مع الأعمال الفنية والمقتنيات التراثية

تُشكل المتاحف الخاصة في منطقة نجران نافذة على الماضي العريق وسجلاً حيًا للتراث حيث تمتزج الأعمال الفنية بالتراثية، مشكلة نوعًا خاصًا من المتعة الفريدة، ويهوى العديد من سكان نجران جمع المقتنيات التراثية خاصة ما يتعلق بالأسرة.

في نجران، تشكل المتاحف الخاصة أحد أهم الأماكن التي تحافظ على التراث والفنون، وتقدم تجربة ثقافية ملهمة، حيث تدمج الزوار بالأعمال الفنية والتراثية، ما يجعله يعيش تجربة فريدة وممتعة ضمن إطار ثقافي ومعرفي يستعيد من خلاله حقبة زمنية لتاريخ وحضارات المنطقة وحياة الأجداد قديمًا.

اقرأ أيضًا: “الزكاة والضريبة” تدعو لتقديم إقرارات “القيمة المضافة” عن شهر أكتوبر

عبر المتاحف الخاصة، أسهم المهتمين بالآثار والتراث في نجران، في الحفاظ على الموروث الثقافي والتراثي للمنطقة، ووفروا الفرص للزوار لاستكشاف التاريخ والثقافة المحلية من خلال ما يعرض من قطع ومعروضات تراثية هامة في تلك المتاحف تعود إلى العصور القديمة والحديثة.

أصبحت المتاحف الخاصة في نجران، ذاكرة حيَّة تربط الحاضر بالماضي، ومنبرًا من منابر الوعي التي تثقف جيل اليوم بتاريخ بلادهم ومجتمعهم وحضارتهم الكبيرة التي امتدت لقرون، علاوة على أنها وجهة حضارية وسياحية لزائري منطقة نجران، والمهتمين بالتاريخ والتراث وطلاب وطالبات المدارس والجامعات.

متحف "الفيصل"

يتزين متحف "الفيصل" مجموعة واسعة من القطع الأثرية والتراثية التي تعود إلى العصور القديمة والحديثة.

ويتيح سعيد بن فرج آل بشر، مالك المتحف، للزوار استكشاف تاريخ المنطقة وتعرف على ثقافتها من خلال ما يقدمه من معروضات تراثية للمنطقة ولتاريخ الدولة السعودية.

يروي آل بشر، تفاصيل تدشينه للمتحف، الذي عمل على مدار أكثر من 45 عامًا لجمع المقتنيات والقطع الأثرية والتراثية التي تشتهر بها المنطقة، إلى جانب مجموعة من القطع والأدوات التراثية الشعبية التي تمثل طريقة الحياة التقليدية والعادات الشعبية القديمة في نجران، إضافة إلى عرض العديد من الصور والمقتنيات التي تحكي مراحل الدول السعودية الثالثة.

متحف وقرية نجران التراثية

بدور، يتحدث ناصر مبارك الصقور، مالك متحف وقرية نجران التراثية، عن حرصه على إنشاء القرية الطينية وفق التراث العمراني الذي تتميز به نجران، كما وفر بها الأدوات والآلات التي كانت تستخدم في الزراعة قديماً، كما حرص على توفير الأزياء التقليدية المحلية القديمة.

وأوضح الصقور، أن القرية تستقبل الوفود الطلابية والزوار من خارج المنطقة للتعرف واستكشاف تاريخ وحضارة نجران القديمة.

متاحف نجران الخاصة

الجدير بالذكر أن منطقة نجران تضم 5 متاحف خاصة تابعة لهيئة المتاحف وتشمل متحف "بن سويد" في محافظة حبونا بمركز الحرشف، ومتحف وحصن "الرحاب" في محافظة بدر الجنوب بمركز الرحاب، ومتحف وقرية نجران بحي دحضة، ومتحف "نوادر التراث" بحي أبا السعود، و "متحف تراث الأخدود" بحي الشرفة.

وتتنوع مقتنيات التراثية والأثرية بين جمع وحفظ القطع النادرة، والمحافظة عليها ضمن بيئة مناسبة من التلف والتدهور، كما تعمل على تعزيز الوعي الثقافي بين الجمهور، من خلال جهودها في الحفاظ على القطع التراثية وتوثيق تاريخ وموروث المنطقة، بما يسهم في بناء جسور للتواصل بين الماضي والحاضر وإثراء المشهد الثقافي والتراثي المجتمعي.