الوئام- خاص
تستمر حرب إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة للشهر الرابع على التوالي لتبرز على السطح معطيات جديدة، حيث ترتفع سقف الخلافات السياسية والأهداف من الحرب بين إدارتي واشنطن وتل أبيب، فرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يرغب في مواصلة الحرب حتى 2025، وهو ما يُخالف رغبات إدارة الرئيس جو بايدن.
وحسب تقارير أمريكية، يسود التوتّر بين نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشكل يعكس الخلاف الواسع بشأن نطاق حرب إسرائيل وخطط مستقبل قطاع غزة.
يقول يسري عبيد، الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية: “بكل تأكيد، التوتّر الموجود الآن بين الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيخدم القضية الفلسطينية، بدليل أن الإدارة الأمريكية أصبحت تتحدّث عن ضرورة إقامة دولة فلسطينية، كي يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون جنبا إلى جنب في أمان”.
ويضيف يسري عبيد، في حديث خاص لـ”الوئام”: “إدارة بايدن تؤيّد أن يقوم الفلسطينيون بإدارة الأمور في قطاع غزة تحت إدارة فلسطينية كاملة، وهو الخلاف الرئيسي مع نتنياهو حاليا، الذي صرّح بأنه ما دام موجودا في منصبه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية، وهو ما حدا بإدارة البيت الأبيض للحديث عن مرحلة ما بعد نتنياهو، الأمر الذي أثار غضبا واسعا بين الساسة الأمريكيين، وطالب بعضهم الرئيس بايدن أن يظهِر بعضا مِن الشدّة تجاه نتنياهو”.
ويوضّح الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية: “التوتّرات الأمريكية مع نتنياهو تتزامن مع توترات مماثلة في الداخل الإسرائيلي، لا سيما أن أعضاء بمجلس الحرب شنّوا هجوما واسعا على نتنياهو، وأن حربه ضد غزة فشلت فشلا ذريعا ولم تحقّق أهدافها، وطالبوا أن يتم رجوع الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس وبعض الفصائل من غزة عن طريق إبرام صفقة شاملة وبأي ثمن”.
ويختتم يسري عبيد حديثه قائلا إن “الخلافات الأمريكية-الإسرائيلية كلها تصب لصالح الشعب الفلسطيني، الذي أظهر مقاومة باسلة، وأنه لو تمكّن الجيش الإسرائيلي من دحر المقاومة في غزة لكان لنتنياهو شأنٌ آخر، لكن لم تأتِ الرياح ملائمة لسفينة شهوات رئيس وزراء إسرائيل الذي بات أكبر الخاسرين في حرب غزة، سياسيا وعسكريا”.