الرشاقة الإدارية للمنظمات الربحية والغير ربحية

عندما تبحث عن تعريف الرشاقة في الانترنت، ستجد الاف المواقع التي تتحدث عن الرشاقة الجسدية ومنها هذا التعريف "الرشاقة مفهوم يعبر عن قدرة الفرد على الأداء الحركي الذي يتميز بالتوافق والقدرة على سرعة تعديل الأداء الحركي بصورة تتناسب مع متطلبات المواقف المتغيرة".

لكن ما هي الرشاقة الادارية؟ الرشاقة الإدارية هي قدرة المنظمة على الأداء الإداري الذي يتميز بسرعة الاستجابة وسرعة تعديل اسلوب العمل بصورة تتناسب مع متطلبات التغيير.

وللرشاقة الإدارية مجموعة من الخصائص تتماثل مع خصائص الرشاقة الجسدية المتمثلة في بنية الجسم والقوة العضلية وقدرة التحمل والمرونة. المنظمات يجب ان تكون بنيتها الهيكلية والادارية قوية ولا تحتوي على الشحوم التي لا فائدة منها بل تحتوي على العضل القوي الذي يمثل الموظفين المؤهلين وتطوير قدراتهم وتدريبهم مثلما يكتسب الجسم القوة العضلية من خلال التدريب والممارسة الرياضية المناسبة كالمشي والهرولة والسباحة لزيادة قدرة التحمل العضلية.

المنظمات لديها القدرة لتنفيذ اعمال وخدمات تتناسب وقدرة موظفيها وادواتها على تحمل تنفيذ العمل. فكما الجسم لديه قدرة تحمل قلبية وتنفسية للقيام بأعمال ونشاطات، كذلك المنظمات لديها قدرة تحمل قلبيه وتنفسيه تتمثل في الوحدات الادارية المساندة والقدرات التقنية التي يمكن ان تتحمل تقديم خدمات معينه.

تعرف مرونة الجسم حسب المراجع بانها مجموعة من الحركات حول مفصل والقدرة على بسط العضلات والاربطة. وكلما زادت مرونة الجسم ساعد ذلك على الوقاية من الإصابات. كذلك بالنسبة للمرونة في المنظمات التي تتمثل بسهولة العمل والتجاوب بين الوحدات الادارية.

ولا تتأتى المرونة الادارية الا من خلال اجراءات عمل قوية تربط بين الوحدات الادارية بشكل مرن والتدريب والتحسين المستمر للموظفين في العمل مثلما يتطلب الجسم الكثير من التدريب حتى يكون مرنا.

لك لا بد لمنشآتنا ومنظماتنا اليوم سواء كانت في القطاع الربحي أو في القطاع غير الربحي أخذ الأمر بجدية والاجتهاد في تحقيق وسائل الرشاقة، التي قد تكون شاقة من خلال التوصيات الاستراتيجية التالية:

• التعرف على مظاهر الرشاقة المؤسسية ومعالمها ومراجعة المنظمات لوضعها الحالي وتحليلها بطريقة مهنية ومن ثم تحديد مواطن الضعف والخلل ووضع الخطط التنفيذية لردم الهوة وتحسين الهوية الحالية والمستقبلية.

• التركيز على الإدارة الاستراتيجية بمجمل عناصرها وعدم الاكتفاء بوضع الخطط الاستراتيجية الجامدة التي عادة ما يتراكم عليها غبار الزمن في أجمل الأدراج والحلل.

مع التأكيد على أهمية التركيز على استشراف المستقبل ووضع الخطط البديلة المبنية على السيناريوهات المستقبلية.

• استقطاب الطاقات والقيادات المتميزة التي لديها المعرفة المتجددة والقدرات العالية للمساهمة في رشاقة المنظمة واستدامتها.

• الاستفادة من أخطاء الماضي والحاضر واستلهام الدروس بكل تجرد، فالسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه.

• بث روح التعلم والتطوير لدى العاملين في المنظمة والاهتمام المتزايد بهم وبتنمية مهاراتهم المختلفة.

وأخيراً الرشاقة الإدارية مصطلح جميل يجب علينا أن نتعرف عليه أكثر وأن نعمل على تطبيقه وتجربته فنحن اليوم مطلوب منا أن نسابق الزمن لتحقيق الرؤية الجديدة وأن نواكب برنامج التحول 2020، وهذا يتطلب جسماً مشدوداً رشيقاً، ولن يحدث بجسم سمين مترهل.