إيران والحوثيون.. حراك بلا جدوى

كلمة الوئام
كلمة الوئام

التصريحات التي أطلقها الإيرانيون مؤخراً وعبروا فيها عن الترحيب بأي حوار مع المملكة، في موازاة مبادرة للحوثيين، أيضاً، بإطلاق سراح أكثر من 300 أسير؛ كلها تصب في مناورات مكشوفة، ومجربة، ولا طائل حقيقي من ورائها.

فتلك المناورات الالتفافية، فقط تعكس شيئاً واحداً هو مأزق إيران الذي يبدو اليوم واضحاً وجلياً أكثر من أي وقت مضى.

لقد كانت تصريحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لقناة CBS عبر برنامجها الشهير 60 دقيقة ودعوته إلى عدم الانجرار إلى حرب عدمية مع إيران بمثابة انقلاب السحر على الساحر الإيراني.

فإيران تتلوى وتختنق بفعل الحصار الأمريكي الذي تعرف مدى قسوته، فيما عينها على الداخل خوفاً من انتفاضة شعبية تربك المعادلات في المنطقة، لذا فهي تبحث عن أي مخرج للنفاذ من عنق الزجاجة.

فمن جهة، هي قد تتردد إيران في تكرار سيناريو هجمات 14 سبتمبر على معملي أرامكو في بقيق وخريص، لأن العالم هذه المرة سيكون يداً واحدة في مواجهتها.

ومن جهة ثانية تعرف إيران أن الزمن ليس في مصلحتها. وبين هذين الحدين، يمر الزمن سريعاً وخطيراً على ملالي طهران، وهم في حيرة من أمرهم جرّاء الحماقة التي ارتكبوها عبر هجمات بقيق وخريص.. الشرك الضيق، والحصار الخانق في تقديرنا؛ إما أن يؤدي إلى: حماقة ثانية أكبر وذات خيار " شمسوني" وهو بطبيعة الحال خيار عدمي ولا يفضي إلا إلى دخول العالم في حرب محسومة مع إيران.

وإما أن يؤدي إلى قبول طهران بشروط الولايات المتحدة بعيداً عن حدود الاتفاقية السابقة في العام 2015م بما تتضمنه من حزمة متكاملة تشمل التزاماً واضحاً بسحب نفوذها من العواصم العربية الأربع.

وفي هذه الحال ربما يخرج المرشد الأعلى لإيران بدور الخميني في الثمانينات حين وصف قبوله آنذاك بإنهاء الحرب العراقية الإيرانية بتجرع السم! .