شاهد تفاصيل “الانقلاب الأبيض” على ترامب.. وكيف نجا منه؟

عاد الحديث مجددا عن محاولة الانقلاب على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدما كشف مسؤول كبير سابق في مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)، عن مساعي الرجل الثاني في وزارة العدل الأمريكية عام 2017 لعزل الرئيس دونالد ترامب.

تعود تفاصيل الواقعة إلى مايو من العام 2017، فيما وصف بـ"محاولة انقلابية إدارية" في البيت الأبيض، أعلن أندرو ماكيب الذي تولى بالوكالة رئاسة "إف بي آي" بعد أن أقال ترامب جيمس كومي، لقناة "سي بي إس"، أن مساعد وزير العدل حينها رود روزنشتاين "كان قلقا جدا بشأن الرئيس وقدراته ونواياه، وبحث إمكانية الإطاحة ترامب".

في هذا الإطار كانت هناك "مباحثات حول التعديل 25" من الدستور الذي يجيز لنائب الرئيس وغالبية أعضاء الحكومة إعلان "عدم كفاءة" الرئيس لتولي مهامه، بحسب ماكيب.

وكان الرجل الثاني في وزارة العدل سيعتمد على التعديل الذي أدخل على المادة 25 من الدستور الأميركي عام 1963، ويتيح هذا التعديل عزل الرئيس قبل انتهاء ولايته، في حال أبلغ "نائب الرئيس وغالبية الموظفين الرئيسيين في الوزارات التنفيذية أو أعضاء هيئة أخرى يحددها الكونغرس بقانون، رئيس مجلس الشيوخ المؤقت ورئيس مجلس النواب، تصريحهم الخطي بأن الرئيس عاجز عن القيام بسلطات ومهام منصبه".

وأضاف أندرو ماكيب، أنه كان شخصيا "قلقا جدا" لمستقبل التحقيق الدقيق حول شبهات التواطؤ بين موسكو وفريق حملة ترامب في 2016، مشيرا إلى محاولة روزنشتاين عزل ترامب استنادا إلى الدستور الأمريكي.

وقال ماكيب إن روزنشتاين، الذي كان يشرف على التحقيق الروسي: "طرح هذه المسألة وبحثها معي متسائلا عن عدد أعضاء الحكومة الذين قد يدعمون مثل هذه الخطوة".

وأضاف أن "ما كان يجري تعداد للأصوات" التي يمكن أن توافق على الإجراء ضد ترامب.

وأقيل ماكيب بدوره في مارس 2018 من "إف بي آي"، وأعلن رسميا أن هذا الأمر حصل لأنه قدم تسريبات للصحافة.

وفي سبتمبر الماضي، أشارت وسائل إعلام إلى هذه المباحثات، لكنها المرة الأولى التي يؤكد فيها أحد الأطراف هذا الأمر.

ترامب يرد

وفي أول رد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال إن ما ورد بشأن أن الرجل الثاني السابق في وزارة العدل الأميركية بحث تفعيل مادة في الدستور لتنحيته، يعد جزءا من جهود "غير قانونية تشكل خيانة" له.

وقال ترامب في سلسلة من التغريدات إن ماكيب وروزنشتاين "كانا على ما يبدو يخططان للقيام بعمل غير قانوني لكنهما ضبطا. لقد كان ذلك بوليصة تأمين غير قانونية وخائنة تجري على قدم وساق".

ودأب ترامب على مهاجمة التحقيقات الفدرالية حول مزاعم ارتباط حملته الانتخابية في 2016 بروسيا، ووصفها بأنها "حملة اضطهاد" تهدف إلى تقويض رئاسته.

وكان الرئيس يشير بـ"بوليصة تأمين" إلى رسالة نصية غامضة أرسلها محقق بارز في "أف بي آي" إلى حبيبته في أغسطس 2016، تتحدث عن مخاوفهما من ترامب الذي كان مرشحا للرئاسة في ذلك الوقت، والتي يشير إليها ترامب غالبا كدليل على المؤامرة "العميقة" التي تحاك ضده.

وكتب المحقق بيتر سترزوك لحبيبته: "أريد أن أصدق رأيك أنه لا يمكن أن يتم انتخابه (ترامب)، لكنني أعتقد أنه لا يمكن أن نأخذ هذه المجازفة. فهي مثل بوليصة تأمين للاحتمال غير المرجح أن يموت المرء في سن الأربعين".

وتابع أن روزنشتاين الذي كان يشرف على التحقيق الروسي "طرح هذه المسألة وبحثها ،معي متسائلا عن عدد أعضاء الحكومة الذين قد يدعمون مثل هذه الخطوة".

وأضاف ماكيب أن ما كان يجري "هو تعداد للأصوات" التي يمكن أن توافق على الإجراء ضد ترامب.

وأقيل ماكيب بدوره في مارس 2018 من "إف بي آي"، وأعلن رسميا أن هذا الأمر حدث لأنه قدم تسريبات للصحافة.