رحلة إكسبو الرياض 2030 من بداية حقبة التغيير حتى التتويج

الوئام – خاص

جاء تصويت العالم بالأغلبية الساحقة على اختيار الرياض لتنظيم معرض إكسبو الدولي عام 2030 تتويجًا لسلسة من الجهود والخطط التي تم وضعها بناء على دراسات مستفيضة منذ اللحظة الأولى للتفكير في استضافة إكسبو وصولا إلى التصويت النهائي يوم 28 نوفمبر لصالح الملف السعودي.

ويأتي هذا الفوز الساحق بحقوق استضافة الحدث العالمي الكبير متسقًا مع جهود سمو ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان لتعريف العالم بالصورة الحقيقة للمملكة التي تشهد مرحلة غير مسبوقة من التحديث والتطوير على كافة المستويات.

وفي خطابه إلى المكتب الدولي للمعارض BIE، أكد الأمير محمد بن سلمان، ثقته بمقدرة المملكة والتزامها بإقامة نسخة تاريخية من معرض إكسبو الدولي بأعلى مراتب الابتكار وهو ما يجعل التحدي السعودي كبير لأن ولي العهد بنفسه يباشر كافة تفاصيل الملف السعودي منذ اللحظة الأولى.

بداية حقبة التغيير

وفي التاسع والعشرين من اكتوبر 2021، أعلنت المملكة العربية السعودية، عن تقدمها بطلب رسمي لاستضافة معرض إكسبو 2030 تحت شعار "حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل" وحددت الفترة من 1 أكتوبر 2030م إلى 1 أبريل 2031م لإقامة المعرض.

اقرأ أيضًا: يوم إعلان الفائز.. “إكسبو 2030” الطريق إلى الرياض

ومنذ اللحظة الأولى تتضح العبقرية في اختيار التوقيت حيث تكون الأجواء مثالثة إلى حد كبير في العاصمة السعودية لتوفير تجربة فريدة ومميزة للزوار للاستمتاع بالفعاليات التي تمتد على مساحة تزيد عن ستة ملايين متر مربع.

تقديم الملف السعودي

وفي يونيو الماضي كانت باريس على موعد مع تقديم الملف السعودي على المكتب الدولي للمعارض، حيث تنافست مع كل من كوريا الجنوبية وإيطاليا لكن منذ اللحظة الأولى بدت المملكة عازمة على الفوز بهذه النسخة وليس مجرد تقديم الملف فقط حيث شرعت المملكة في حشد الدعم الدولي وبدأت في وضع الخطط التفصيلية لتنفيذ الفعاليات وكلها ثقة في قدرتها على تحويل الأحلام والخطط المرسومة على الورق إلى واقع ملموس معاش.

ثقة دولية

وقد عكس التصويت لصالح الملف السعودي ثقة المجتمع الدولي في المملكة ليس على صعيد قدرتها على إقامة نسخة غير مسبوقة من إكسبو فحسب ولكن على صعيد قدرة السعودية في تنفيذ استراتيجية التحول الوطني ضمن رؤية 2030، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي بعيدا عن النفط وإقامة مجتمع أكثر انفتاحا على العالم.

المملكة شريك عالمي

لقد أكد هذا الفوز أن المملكة شريك عالمي لا غنى عنه وسيكون إكسبو الرياض بمثابة فرصة للعالم للاطلاع عن قرب على نتائج رؤية 2030 حيث يتصادف عام الاستضافة مع العام الختامي في الرؤية التي أعلنتها المملكة للتحول الوطني في 2016، وجندت لها كل الموارد والإمكانيات اللازمة للنجاح وتمكنت البرامج المرتبطة بالرؤية في تعزيز التنمية الاقتصادية وحققت المستهدفات المطلوبة بل وتجاوزتها في بعض الجوانب.

أحداث عالمية كبرى

ويضاف فوز السعودية باستضافة إكسبو 2030 إلى نجاحات المملكة في استضافة الأحداث العالمية الكبرى مثل الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2029 وكأس العالم لكرة القدم 2034 والعديد من المؤتمرات الاقتصادية مثل مبادرة مستقبل الاستثمار وعشرات الفعاليات الدولية التي تقام في الرياض سنويًا.

اقرأ أيضًا: إكسبو الرياض 2030.. ماذا تجني الدول من استضافة المعرض الدولي؟

كما يعد هذا الحدث أيضًا هو الأهم في سلسلة من الأحداث الدولية التي شهدتها دول الخليج العربي، بعد كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر ومعرض دبي إكسبو 2020 في الإمارات حيث باتت دول الخليج مركزًا لجذب أنظار العالم وبدأت الصورة النمطية عن هذه الدول تتغير بفضل السياسات الوطنية والجهود المخلصة التي يبذلها قادة هذه الدول.

العمل معًا لمستقبل أكثر إشراقًا

وفي الوقت الذي اقتصر فيه إرث العديد من نسخ إكسبو على مدار التاريخ على مبان هندسية رائعة أو مخترعات وسلع ومنتجات جديدة فإن إرث إكسبو 2030 في الرياض يركز على جمع العالم معًا للعمل من أجل مستقبل أكثر إشراقًا، من خلال التركيز على تسريع الابتكارات، وحماية الكوكب وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والحفاظ على البيئة الطبيعية من المهددات الخطيرة التي ارتبطت بالتطور الصناعي والحضري.

ميزانية مليارية في إكسبو 2030

وتبلغ الميزانية المقترحة لاستضافة الحدث العالمي الكبير أكثر من 7.8 مليار دولار أمريكي، وهو يعكس حجم الإنفاق الكبير الذي تعتزم السعودية القيام به لتقديم نسخة مبهرة للعالم.

ويتميز المخطط العام المقترح لموقع الرياض إكسبو 2030 بتصميم فريد كمدينة مستقبلية يجمع ما بين مفهومي الواحة والروضة، كما يعكس رؤية المملكة لريادة مستقبل مستدام للمدن ومجتمعاتها.

وتشمل الخطط السعودية إقامة شبكة نقل عام رئيسية ومساحات شاسعة من الحدائق العامة والمرافق وألالعاب الإلكترونية ومنصات أداء واسعة النطاق وأماكن رياضية وترفيهية متعددة.