الدرعية تتربع على قمة 300 سنة من التاريخ السعودي

تحتضن الدرعية بكل فخر واعتزاز أكثر من 300 عام من التاريخ السعودي، لتروي للأجيال الشابة الإرهاصات التي رافقت تأسيس الدولة السعودية الأولى، على يد الإمام محمد بن سعود، حيث تعد الدرعية العاصمة الأولى للدولة السعودية وأكبر مشروع تراثي بالعالم حالياً.

موقع فريد

تاريخيًا كانت الدرعية تقع في الشمال الغربي من الرياض على بعد 20 كيلومترا على ضفة وادي حنيفة، لكن مع التوسع العمراني الذي شهدته العاصمة السعودية في العقود الماضية أصبحت الدرعية ملاصقة لمدينة الرياض، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الدروع، وهم من قبيلة بنو حنيفة التي عاشت في وادي حنيفة وحكمت حجر اليمامة والجزعة.

ترتفع الدرعية نحو 700 متر عن سطح البحر، وقد امتدت في أوج عظمتها على مسافة 8 كم على جانبي وادي حنيفة من العلب شمالا حتى المليبيد جنوبًا ، وهي من المواقع الإستراتيجية المهمة، حيث تقع وسط الجزيرة العربية متربعة على قمة جبال طويق.

اقرأ أيضًا: لم تعد بحاجة للحديث.. علماء يبتكرون خوذة تقرأ الأفكار وتحولها لنصوص مكتوبة

تأسست الدرعية عام 850هـ/ 1446م، على يد مانع بن ربيعة المريدي، وهو الجد الثالث عشر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والذي اجتهد في عمارة الدرعية حتى أصبحت من أقـوى إمارات نجد ولها دور بارز في تأمين طرق الحج والتجارة بين شرق الجزيرة وغربها.

تطوير بوابة الدرعية

في نوفمبر 2019 دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن مشروع بوابة الدرعية، كأكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم، بتكلفة تصل 64 مليار ريال، ويهدف المشروع إلى أن تصبح الدرعية أحد وجهات التعرف على التاريخ السعودي والإرث الحقيقي الذي تتناقله الأجيال.

كما يسعى المشروع إلى بناء معلم عالمي جديد بأسلوب عمراني مستوحى من التراث المعماري النجدي، لتحويل الدرعية إلى إحدى الوجهات السياحية الفريدة، التي تقدم نمطًا معرفيًا وتراثيًا غير مسبوق على مستوى العالم كأحد مستهدفات رؤية السعودية 2030.

تجارب فريدة من الضيافة والرفاهية

ستكون الدرعية مقرًا لأكثر من 20 مطعمًا يتنافسون في تقديم تجارب مختلفة من الضيافة والخدمات السياحية وذلك بالإضافة إلى العديد من المحال التجارية والساحات والفنادق العالمية ومؤسسات تقديم الخدمات التعليمية والثقافية والترفيهية.

ومن المتوقع أن تستوعب الدرعية أكثر من 100 ألف نسمة فيما من المقدر أن يبلغ عدد زوارها أكثر من 25 مليون زائر في كل عام الذين يمكنهم استكشاف تجارب فريدة من الحياة والتنزه في المنتزهات البرية الممتدة على طول وادي حنيفة إضافة إلى إمكانية التجول في البساتين ومزارع النخيل التي يزخر بها الوادي.

وسيكون زوار الدرعية على مقربة من تاريخ السعودية بكافة تفاصيله وسيكون بمقدورهم أيضا التنقل بين المتاحف والمعاهد والمراكز الثقافية المتخصصة في العمارة النجدة وأساليب البناء التاريخية وغيرها من الفعاليات الثقافية والتراثية.

ربط الماضي بالحاضر

وفي الوقت الذي تبني فيه المملكة مدنًا ذكية بتقنيات حديثة مثل مدينة نيوم وذا لاين وغيرها من المدن التفاعلية، لم تغفل السعودية الجانب التراثي والثقافي حيث ستكون الدرعية واحة مثالية للعيش فيها بأسلوب حياة الأولين حيث تربط الماضي بالحاضر حيث سيتم تخطيط الشوارع وفق التراث النجدي الأصيل لتوفير نمط مختلف من المعيشة يلبي تطلعات الأجيال الحالية وفي نفس الوقت لا يقطع الصلة بينه وبين الماضي والتاريخ السعودي.

حي الطريف قلب الثقافة السعودية

يعود تاريخ حي الطريف إلى عام 1766 م وقد ضمنته منظمة اليونسكو إلى قائمة التراث العالمي عام 2010 حيث شهد ميلاد الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود.

يضم حي الطريف العديد من المعالم التاريخية إضافة إلى عدد من المتاحف والمعاهد التعليمية والثقافية ومن بين المعالم التاريخية يقع قصر الأمير عمر بن سعود، الذي يعتبر من المواقع الدفاعية الحصينة في الشمال الشرقي لحي الطريف.

كما يضم حي الطريف بيت المال وبيت المال والخزانة العامة للدولة في عهد الدولة السعودية الأولى، حيث كان يستقبل الأموال من كل أطراف الدولة السعودية ويتم صرفها على مستحقيها وفق نظام مالي مستقر وصارم، وسيقام فيه متحف التجارة والمال، الذي يعد وسيلة لتعريف الزوار بالأمور المالية في الدولة السعودية الأولى مثل العملات المستخدمة وأدوات الكيل والميزان.

قصر سلوى ومتحف الدرعية

كما يقع في واجهة حي الطريف قصر سلوى والذي يعدّ العلَم الأبرز في وسط الجزيرة العربية، وتقدر مساحته بعشرة آلاف مترٍ مربع تقريبًا، وكان مقرًا للحكم في عهد الدولة السعودية الأولى ولا يزال شاهدًا على عظمة العمارة السعودية.

ويضم قصر سلوى متحف الدرعية الذي يحكي تاريخ الدولتين السعودية الأولى والثانية ويصل الماضي بالحاضر في تناغم فريد.

كما يضم الحي قصر الأمير مشاري بن سعود، الذي يقع في الجهة الجنوبية الغربية من الدرعية، وكذلك قصر الأمير ثنيان بن سعود الذي يقع في الجهة الجنوبية الغربية، ويطل على شعيب حبيكر.

اقرأ أيضًا: فؤاد عبدالواحد يبدع في ختام “الألعاب السعودية”

وإلى الشرق منه يقع قصر الأمير تركي بن سعود، الذي يتميز ببنائه العظيم ومساحته الواسعة، كما يضم الحي قصر الإمام عبدالله بن سعود الذي كان مقر إقامة الإمام عبدالله آخر أئمة الدولة السعودية الأولى وإلى جانبه يقع قصر الأمير فهد بن سعود، وقصر الأمير إبراهيم بن سعود.