يعاني نحو نصف مليون طالب وطالبة من صعوبات التعليم بمختلف مدارس المملكة، وفق مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، الذي أطلق في العام 2017 برنامجه الوطني لصعوبات التعلم بغرض توفير نظام تعليمي يزيد من فرص نجاح الطالب، ولإكسابه المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والمهارات الاجتماعية والسلوكية، ومعالجة الاستخدام الخاطئ لعناصر عملية التعليم الأساسية، بما يخدم الأطفال الذين يعانون اضطراب التعلم.
المشرفة التربوية بدرية الأسمري: لدينا نصف مليون طفل يعاني من صعوبات التعلم @jalmuayqil#برنامج_ياهلا #روتانا_خليجية pic.twitter.com/4iARYtyCkE
— برنامج ياهلا (@YaHalaShow) January 6, 2024
وعالميًا، تشير الإحصائيات العالمية إلى أن عدد الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم يزيد عن 4 ملايين طفل عالميًا. وهو ما يؤكد أهمية معرفة المزيد من المعلومات عن صعوبات التعلم وأنواعها وكيفية التعامل معها بشكل صحيح لمنع تفاقمها.
كان لعالم النفس الأمريكي صموئيل كيرك السبق في وضع تعريف لصعوبات التعلم، ففي عام 1962 أعد كتابًا يتناول فيه بعض التعريفات الطبية ومن بينها صعوبات التعلم. ليفتح بذلك الباب أم الأطباء والباحثين فيما بعد للتعرف على حالات صعوبات التعلم ووضع آليات واستراتيجيات علاجية متقدمة للسيطرة على الأعراض وتنمية قدرات الطفل المختلفة.
تختلف اضطرابات التعلم تمامًا عن الإعاقة الذهنية، ويمكن أن تظهر حتى في الأطفال ذوي القدرات الفكرية العادية أو العالية. وتؤثر اضطرابات التعلم على وظائف محددة فقط، في حين تؤثر الإعاقة الذهنية على وظائف واسعة للطفل. يتضمن العلاج لاضطرابات التعلم خطة تعلم مخصصة وفقًا لمهارات الطفل.
وتظهر أعراض اضطرابات التعلم على شكل بطء في تعلم الألوان والحروف، وفي ربط الكلمات بالأشياء المألوفة، وفي التعداد وتطوير مهارات التعلم المبكرة. يمكن أن يتأخر الطفل المصاب في تعلم القراءة والكتابة، وتظهر أعراض أخرى مثل قصر فترات الانتباه، ومشاكل في الكلام أو اللغة، وصعوبة في فهم المعلومات المنطوقة، وضعف في الذاكرة القصيرة.
والأطفال المتأثرون بهذه الأعراض يواجهون صعوبة في الأنشطة التي تتطلب تنسيقًا حركيًا دقيقًا، مثل الطباعة والنسخ، وقد يكون خط كتابتهم سيئًا جدًا. يمكن أن يظهر الارتباك في قراءة الرموز الرياضية وصعوبة في قراءة الأرقام. كما قد يواجهون صعوبة في التواصل وقد يظهر لديهم مشاكل سلوكية فيما بعد، مثل فرط النشاط أو السلوك الانسحابي. يحدث اضطراب التعلم وفرط النشاط في بعض الحالات متزامنًا.
ولتشخيص اضطرابات التعلم، يتعين فحص الأطفال الذين يعانون من صعوبات في القراءة أو التعلم بشكل غير متوقع. ويشمل التقييم اختبارات للذكاء، واختبارات دراسية في مجالات مختلفة، وتقييم نفسي لاكتشاف مشاكل عاطفية أو اضطرابات في التطور العصبي.
وعلى الرغم عدم وجود علاج دوائي فعّال لاضطرابات التعلم، يُنصح بتصميم برنامج تعليمي خاص للأطفال المتأثرين. بعض الأدوية مثل ميثيل فينيدات قد تساعد في تحسين الانتباه والتركيز. الإجراءات الغذائية والفيتامينات قد تكون مفيدة، ولكن يجب تأكيد جدواها بشكل علمي.
في السياق، تشير المشرفة التربوية، بدرية الأسمري، إلى تكثيف الدراسة بأنه لا يساعد الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم، بل على العكس قد يؤدي إلى أضرار نفسية كبيرة نتيجة هذا الضغط الكبير.
المشرفة التربوية بدرية الأسمري: يجب عدم تكثيف الدراسة على الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم @jalmuayqil#برنامج_ياهلا #روتانا_خليجية pic.twitter.com/Z2y0iQYoh5
— برنامج ياهلا (@YaHalaShow) January 6, 2024
وتوضح “الأسمري”، في لقاء مع برنامج “يا هلا” المذاع عبر فضائية “روتانا خليجية”، أن التكثيف الذي يتعرض له الطفل في بدايات المراحل التعليمية في المدرسة ومن ثم البيت يعرضه لضغط كبير، يؤثر بشكل حاد على تحصيله، ويزيد الأمر تفاقمًا اتهامه بالغباء والفشل، الذي يصل به في النهاية إلى كرهه المدرسة والتعليم.
وتلفت “الأسمري” أن معاناة الطفل تظهر في بعض السلوكيات مثل التغيب بشكل متكرر والبكاء في أوقات الذهاب إلى المدرسة مع رفض الدوام بها، وهذه كلها لسبب الضغط النفسي عليه في المدرسة والبيت.