شهدت الأشهر الماضية تبادُلا للهجمات العابرة للحدود بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، على خلفية الهجمات العنيفة للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة والفلسطينيين منذ 7 أكتوبر الماضي، وتتزايَد المخاوف من اشتعال الأوضاع بصورة تشهد حربا موسعة في الأراضي اللبنانية خلال الأيام المقبلة، مع تبادل الهجمات والضربات والتراشق النيراني بين قوات الحزب وإسرائيل، فضلا عن اغتيال أحد القادة الكبار بحزب الله وسام الطويل، عندما أُصيبت سيارته في غارة جوية.
اقرأ أيضًا: ما أسباب ازدواجية المعايير الأمريكية بشأن الأزمة بقطاع غزة؟ أكاديمي روسي يجيب لـ”الوئام”
ونشرت إسرائيل منظومات راجمات الصواريخ “إم إل آر إس” على الحدود مع لبنان، الثلاثاء، في تصعيد هو الأحدث، والمنظومة قادرة على إطلاق رشقات صواريخ ضخمة ودقيقة، يمكن أن تصل إلى عشرات الكيلومترات وفقا لنوع الصواريخ المستخدمة.
يقول الإعلامي والمحلل السياسي اللبناني، سركيس أبوزيد، إن “إسرائيل تُحافظ على وتيرة معيَّنة من الحرب ضد حزب الله في لبنان، خاصّة أن الحزب تمّت شيطنته إعلاميا، وكذلك إيران، لدى الإعلام الغربي والعالمي، وبالتالي هي تحاول أن تُجمّل صورتها الإعلامية التي كشفت حقيقتها بشكل كبير ممارساتها الفجّة ضد المدنيين والعزل الفلسطينيين واستباحتها لكل المقدّرات”.
ويُضيف أبوزيد، في حديث خاص لموقع “الوئام”، أن “الجيش الإسرائيلي يعاني بشدة في غزة، ولن يجازف بدخول حرب موسعة جديدة في الأراضي اللبنانية مع تزايُد الخسائر وما تلحقه حركة حماس وعناصر من حركات مقاتلة أخرى من ضربات موجعة تزيد من نزيف جيش الاحتلال، وهناك عوامل عدة تمنع تل أبيب من دخول حرب موسعة وشاملة في لبنان، أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية التي لن تجازف مع اقتراب الانتخابات الرئاسية ووجود أزمات اقتصادية وعوامل ضغط داخلية من الجمهوريين بشأن الدعم المطلَق للجيش الإسرائيلي في دخول حرب جديدة”.
اقرأ أيضًا: باحث سوداني لـ”الوئام”: نعوّل على دور السعودية في مساعدة الجيش والدعم السريع على الوصول لاتفاق سلام قريبا
ويختتم أبوزيد حديثه موضّحا أن “إسرائيل تُحرّك قوات وتنشر منصّات صاروخية على الحدود مع لبنان بهدف كسب “شو إعلامي” من دول غربية لديها توترات مع إيران وحركات المقاومة في لبنان، كما أن هناك عبئا على إسرائيل من المستوطنين الذين تركوا بيوتهم في المناطق المحاذية للجنوب اللبناني ويرفضون العودة لمناطقهم خشية نيران حزب الله لعدم الاطمئنان للوضع الأمني في تلك المناطق، لذلك اضطرّت إسرائيل لتوسيع عملياتها في الجنوب اللبناني، ولا تزال تهدّد وتطالب بشريط حدودي يكون نقطة عازلة بينها وبين حزب الله”.