تعاني بعض الأسر ظاهرة التبول اللاإرادي عند الأطفال خاصة في الفراش، وحسب متخصصين فإن 16% من الأطفال يواجهون صعوبة في التحكم في التبول أثناء الليل، وذلك عند عمر 5 سنوات وتقل النسبة عند عمر 15 سنة إلى 2%.
وأيا كانت الأسباب وراء التبول اللاإرادي لدى الطفل، من المؤكد أن هناك حلولا طبية للأمر.
اقرأ أيضًا: استشاري طب أسرة: الفيتامينات ليست وسيلة علاجية وتحتاج للحذر في التعامل معها
يقول الدكتور منصور النزاري، استشاري المسالك البولية وجراحة المناظير والحصوات والروبوت، إن “التبول اللإرادي في الفراش لدى الأطفال من المشاكل التي تتعرض لها بعض الأسر مع أطفالهم وتتحسّن الحالات بشكل تلقائي مع الوقت، ولا يحتاج التبول اللاإرادي عموما إلى العلاج قبل سن 6 سنوات، وقد تتنوّع الأسباب وراء هذا الأمر، وهناك أسباب عضوية وأخرى نفسية، ويعتمد العلاج على السبب في التبول اللاإرادي لدى الطفل”.
ويضيف منصور النزاري، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “أكبر سبب لاستمرار التبول اللاإرادي لدى الطفل يكمن في ممارسة أي عنف مع الطفل، كأنه مسؤول عن الأمر برمته، ويجب على الأبوين أن يفهما أن هذا التبول قد يكون مرتبطا بسبب عضوي أو نفسي تحت تأثير خوف شديد مثلا أو صدمة، لا دخل للطفل فيه، فهو لن يتبول في الفراش عن قصد أو معاندة للأم والأب، وبالتالي يكون العقاب هنا غير موضوعي، وينصح بتقليل كمية السوائل التي يشربها طفلك قبل النوم بساعتين، وعدم تعريض الطفل لتيارات باردة والحرص على تغطيته جيدا، لا سيما خلال فصل الشتاء، ومن الجيد استشارة طبيب إذا استمر التبول اللاإرادي لدى الطفل بعد 7 سنوات”.
ويوضّح النزاري أن “مشكلة التبول اللاإرادي تكون بكثرة لدى الأطفال الذكور أكثر من الإناث، وتنتهي أغلب مشاكل التبول اللاإرادي عند الأطفال في سن من 5 إلى 7 سنوات، ومن أبرز أسباب التبول اللإرادي نقص سعة المثانة وحدوث اضطرابات هرمونية، والتهاب مجرى البول، فضلا عن احتمالات إصابة الطفل بمرض السكري أو إنتاج الجسم سوائل بشكل أكثر من المعدل الطبيعي، أو حدوث التهابات بالمجرى البولي”.
ويختتم استشاري المسالك البولية حديثه قائلا: “هناك أسباب وعوامل نفسية؛ مثل التوتر أو التعرض لصدمة معينة، قد تجعل من التبول اللاإرادي عند الطفل أمرا مستمرا، ويجب الوقوف على أسباب التبول اللاإرادي ومعالجتها، خاصة العوامل النفسية حتى لا تؤثّر على نفسية الطفل وسط أقرانه وفي محيط الأسرة، ويجب ألا يكون التوبيخ والعقاب البدني جزءا من العلاج”.