خاص – الوئام
لا تزال أصداء المقابلة الصحفية التي جمعت فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، تلقى صدى عالميا، لا سيما أنها تتزامَن مع قرب انتخابات الرئاسة في أمريكا واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما أجاد الإعلام الروسي في استغلالها للتأكيد على نقاط مهمّة، ورصد تقرير نشرته صحيفة “إزفيستيا” الروسية صدمة الإعلامي الأمريكي بعد المقابلة من حقيقة رغبة الرئيس الروسي في التوصّل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا.
في الإطار ذاته، يرى علوان أمين الدين، الباحث اللبناني بالشؤون الدولية مؤسس ومدير مركز “سيتا” للدراسات، أن “مقابلة بوتين مع الإعلامي تاكر كارلسون تعدّ نوعًا مِن ’الجردة التاريخية’ لأوكرانيا، لا سيما عندما تحدّث عن أنها من ’اختراع’ جوزيف ستالين، إذا ما أضفنا أيضا تاريخية شبه جزيرة القرم التي أعطيت لكييف بشرط عدم استخدامها ضد الدولة الأم، ناهيك بالأهمية التي أعطاها المركز لها من خلال كونها إحدى دول الاتحاد السابق التي امتلكت أسلحة نووية”.
ويقول علوان أمين الدين، في حديث خاص لـ”الوئام”: “إذا أردنا الخوض في الجيوستراتيجيا أو الجيوبوليتيك، نرى بأنه هناك وجهات نظر أمريكية مختلفة تجاه موسكو، خلال أواخر القرن العشرين، أبرزها ما قاله زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي الأسبق، من أن روسيا لن تصبح دولة عظمة مجددا ما لم يتم ضم أوكرانيا إليها، أمّا هنري كيسنجر وزير الخارجية الأسبق، فكان رأيه أن يتم دمج روسيا بالاتحاد الأوروبي، خصوصا مع ضعف القيادة الروسية في ذلك الحين، بقيادة بوريس يلتستن، لكن تم التغاضي عن الأمر”.
ويُضيف مؤسّس ومدير مركز “سيتا” للدراسات أن “المقابلة اختراق نوعي للتضييق الأمريكي على وجهة النظر الروسية، لا سيما بعد حجب قنواتها الرسمية وإقفال مكاتبها في دول أوروبا والولايات المتحدة، حيث وجّه الرئيس الروسي رسائل متعدّدة مستفيدا من قرار صاحب منصة ’X’، إيلون ماسك، ببثّ المقابلة على المنصّة رغم الضغوطات، حيث حصدت خلال ساعات معدودة أكثر من 100 مليون مشاهدة”.