د. عبدالله الكعيد
“إعلامي وكاتب، قدّم برنامج العيون الساهرة في التلفزيون السعودي، صدر له سبعة مؤلفات، يحمل سبع أوسمة وأنواط أحدها نوط الابتكار”.
يجنح بي الخيال أحيانا الى درجة تخيّل أحد القدماء، نعم قدماء أهلنا الأقربين وقد بُعِثوا للحياة، ماذا سيكون موقفهم يا تُرى مما يجري في زماننا هذا؟ وكيف ستكون ردود افعالهم تجاه أنماط سلوك الجيل الحالي، بل تفاصيل حياة اليوم برمتها، ماهية شعورهم وهم يشاهدون محتوى (بعض) ممن يسمون أنفسهم بالمشاهير أولئك الذين ينحرون القيم الفاضلة ومكارم الأخلاق بدمٍ بارد كما يقال ويُشيّعونها لمثواها دون أن يرف لهم جفن؟.
قبل أن أدخل في التفاصيل أرجو ممن يعتقد بأنني أجلد الذات أن يرفق بي قليلاً ويُصارح النفس عن رضاه عمّا يحدث من كشف مستور البيوت العفيفة وأهلها في منصات وتطبيقات السوشيال ميديا.
كتبت كثيرا وكتب غيري عن (البعض) وهم في الواقع (كٌثر) ممن تجاوزوا كل المحاذير وولغوا في جسد المجتمع نهشاً بأخلاقه وقيمة وما نشأ عليه أفاضل الناس.
خُذوا مثلا لما أقول: كيف يُوافق أب قد طاول أسوار بيته الذي يفصله عن جيرانه، نعم جيرانه الذي للأسف الشديد لم يأمن بوائقهم (حسب ظنّه)، على أن تنشر ابنته أو ابنه أسرار الأسرة، تحركاتهم، أكلهم، مخاصماتهم، سفراتهم، حتى مشاغبات قططهم وكلابهم وببغاواتهم، ولم تسلم حتى الجدّات والأجداد الذاكرين المسبحين لله بالغدو والآصال من كشف حياتهم دون علمهم!
إلى أين نحن ذاهبون؟ الله وحده يعلم.