شهدت الأيام الماضية زيادة حدّة الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان واتّسع نطاقها، مما أثار المخاوف مِن خروج العنف عن نطاق السيطرة حتى لو توصّل المفاوضون إلى هدنة مؤقّتة في غزة، بينما تستمر المناوشات في لبنان، والتي دفعت عشرات الآلاف إلى النزوح على جانبَي الحدود.
وعن أهداف إسرائيل من استمرار الضربات في العمق اللبناني ومحاولة إشعال جبهة حرب جديدة إلى جانب حربها في غزة، يقول الباحث المتخصّص في الشؤون الدولية، محمد عبادي، إن “هناك ساحة قتال ومناوشات تظل محدودة بين طرفي الحدود، ولم تصل لمرحلة المواجهة الشاملة، بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان منذ 7 أكتوبر الماضي.
ويُضيف محمد عبادي، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “الجيش الإسرائيلي يسعى إلى إشعال حرب مفتوحة في الجنوب، يساعده في ذلك ضعف قدرات المقاومة في قطاع غزة، كما تسعى الحكومة الإسرائيلية الحالية إلى نقل قوات حزب الله من جنوب نهر الليطاني إلى شمال النهر، وتتذرع إسرائيل بالقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد حرب عام 2006، والذي قضى بألا توجد قوات حزب الله جنوب الليطاني، ومن الواضح أن إسرائيل تسعى بكل قوة للحرب في الجنوب اللبناني”.
ويوضّح الباحث في الشؤون الدولية أن “هناك معضلات أمام حكومة بنيامين نتنياهو، تريد حسمها خلال المرحلة الحالية، وهي تحييد سلاح حزب الله ودوره في الجنوب اللبناني، واستغلال الدور الأمريكي خلال الفترة الحالية لمحاولة إعادة النازحين من مناطق حدودية بين إسرائيل ولبنان مع اندلاع عمليات قتال وقصف متبادل”.