تنتهج السعودية سياسة اقتصادية واضحة قوامها تنويع مصادر الاقتصاد ومن بينها التوسع في مشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة ضمن جهود السعودية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويعتبر مشروع الشعيبة للطاقة الشمسية أحد الأعمال الرئيسية في استراتيجية السعودية لزيادة نسبة الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء إلى 50% بحلول عام 2030.
ويغطي المشروع مساحة تبلغ 55.33 كيلو متر مربع ويتمتع بقدرة إنتاجية تصل إلى 2660 ميغاواط، بتكلفة استثمارية تفوق 8.88 مليار ريال وفقًا لمعلومات منصة الطاقة المتخصصة.
وأكبر مشروع للطاقة الشمسية في السعودية، والذي من المقرر أن تبدأ عمليات التشغيل التجاري له في الربع الأخير من عام 2025، يضم محطتي الشعيبة الأولى والثانية اللتين تستخدمان تقنية الطاقة الشمسية الكهروضوئية لتوليد الكهرباء.
ويقع المشروع في مركز الشعبية بمنطقة مكة المكرمة جنوب مدينة جدة على بعد 80 كم، ويعتبر أكبر مشروع للطاقة الشمسية في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما تبلغ القدرة الإنتاجية الضخمة للمشروع 2660 ميغاواط، تتوزع على محطة الشعيبة الأولى بسعة 600 ميغاواط ومحطة الشعيبة الثانية بسعة 2060 ميغاواط، وفقًا لموقع رؤية السعودية 2030.
ومن المتوقع أن يساهم المشروع في توفير الكهرباء لنحو 450 ألف وحدة سكنية سنويًا، بأقل تكلفة لشراء الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية في العالم، حيث بلغت 1.04 سنت لكل كيلوواط/ساعة.
ويستخدم أكبر مشروع للطاقة الشمسية في السعودية أكثر من 5 ملايين لوح شمسي في محطتين، مع نسبة محتوى محلي تصل إلى حوالي 17٪ لكل محطة، ويهدف المشروع إلى الحد من انبعاثات الكربون وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، مساهمًا في خفض الانبعاثات الكربونية بما يصل إلى 4.28 مليون طن سنويًا.
ويستخدم المشروع شرائح ووحدات السيليكون الأحادية البلورية الثنائية الوجه من النوع N بقوة قصوى تتراوح بين 605 و 610 و 615 واط، وتقنية الخلايا Si-mono.
وسيتم تركيب وحدات الطاقة الشمسية على متعقبات شمسية أحادية المحور موجهة نحو الشمال والجنوب، مدمجة في هياكل معدنية مصنوعة من الفولاذ المجلفن لتشكيل هيكل ثابت على الأرض، وتم تصميم أجهزة التتبع أحادية المحور لتقليل زاوية السقوط بين أشعة الشمس الواردة ومستوى اللوحة الكهروضوئية.
كما يتكون نظام التتبع من جهاز إلكتروني يقوم بمتابعة حركة الشمس خلال النهار، حيث يقوم العاكس المستخدم بتحويل التيار المباشر الناتج عن الوحدات الكهروضوئية إلى تيار متردد.
ويعتمد تحويل الطاقة من التيار المستمر إلى التيار المتردد على مرحلة واحدة أو عدة مراحل، حيث يكون كل منها مجهزًا بنظام تتبع نقطة الطاقة القصوى (MPPT).
وفيما يتعلق بمشروعات الطاقة الشمسية في السعودية، فإن الوتيرة تتسارع حيث تشهد تطورات كبيرة حاليًا، مع توقعات لانطلاقة مهمة في عام 2025 ضمن المرحلة الخامسة من مشروعات البرنامج الوطني للطاقة المتجددة الذي تشرف عليه وزارة الطاقة.
وفي ديسمبر 2023، وقعت شركة الطاقة المتجددة فاس إنرجي (FAS Energy) – وهي وحدة تابعة لمجموعة فواز الحكير السعودية – وشركة ماروبيني كوربوريشن اليابانية (Marubeni Corporation) اتفاقية لتطوير مجموعة مشروعات للطاقة الشمسية في السعودية.
ويعتبر المشروع أكبر مشروع للطاقة الشمسية على الأسطح في السعودية، حيث سيتيح نشر 52 ميغاواط في عدة مواقع بالسعودية، كما سيتم بناؤه في مواقع متعددة في جميع المناطق، وسيتكون من مصفوفات الألواح الشمسية على الأسطح ومواقف السيارات.
وفي نوفمبر 2023، قامت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، وشركة “إي دي إف رينوبلز”، و”شركة نسما” السعودية بتوقيع اتفاقية مع الشركة السعودية لشراء الطاقة، حيث سيقوم الائتلاف الثلاثي بتطوير محطة الحناكية للطاقة الشمسية بقدرة 1100 ميغاواط.
وسيقوم الائتلاف بتطوير وتشغيل وتملك محطة الحناكية في منطقة المدينة المنورة بموجب اتفاقية مع الشركة السعودية لشراء الطاقة لمدة 25 عامًا، ومن المتوقع دخولها حيز التشغيل في عام 2025.
كما ستصبح محطة الحناكية أحد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في السعودية، ومن المتوقع أن توفر الكهرباء لأكثر من 190 ألف منزل، وتسهم في تفادي إطلاق أكثر من 1.8 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا.