منصور اليبهوني الظاهري
مخرج ومنتج إماراتي ومستشار إعلامي
نهنئ نادي العين بفوزه المستحق بدوري أبطال آسيا، إنجاز تاريخي يضاف إلى سجل النادي الحافل بالنجاحات. تأسس نادي العين عام 1968، وهو أحد أعرق الأندية الرياضية في دولة الإمارات العربية المتحدة. منذ تأسيسه، تحت قيادة ورعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، قد أثبت النادي تفوقه وتميزه وأصبح رمزًا للرياضة في الدولة.
مدينة العين ليست مجرد مدينة، بل هي رمز للأبطال والزعامات. هنا وُلد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، وزايد الأول وغيرهما من حكام الإمارات البارزين. هذا الإرث الغني يعكس قوة وقيادة العين على مر العصور، وجعل منها مدينة لا تنسى في تاريخ الإمارات.
تاريخ العين يعود إلى أعماق الحضارات القديمة، فقد احتضنت مناطق مثل هيلي والقطارة، التي تحتوي على آثار تاريخية هامة كجبل حفيت وبدع بنت سعود؛ هذه المناطق تلقي الضوء على آلاف السنين من الحضارة البشرية التي مرت بهذه المدينة العريقة.
إن علاقة القيادات والحكام بمدينة العين تتجاوز حدود السياسية لتلامس قلوبهم وعواطفهم. العين ليست مجرد مدينة، بل هي حكاية تروي الذكريات الجميلة والارتباط بالجذور والأصول الإماراتية. إنها المدينة التي تعلم فيها الشيخ زايد بن سلطان دروس الحياة، وهي المكان الذي شكلت فيه شخصيته القيادية الفذة. لهذا السبب، تحتل العين مكانة خاصة في قلوبهم وتستحق كل تقدير ومحبة. فالمدينة تعبِّر عن قيم الولاء والانتماء والشموخ الوطني، وهي الصفات التي يتمنى القادة والحكام تعزيزها بين أبناء وطنهم.
خلال المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا، رسم الجمهور لوحة رائعة تمجد النادي والقيادة. حيث شهدت المدرجات حضورًا جماهيريًا كبيرًا يردد الأهازيج الوطنية، ملتفين حول ناديهم العريق. الجمهور كان يردد بصوتٍ واحد، “لأجل عيون أبو خالد، آسيا للعين”، في إشارة إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. هذا الحماس والتفاني انعكس بصورة جلية على أرض الملعب وروح الفريق، مؤكدين على الولاء العميق للنادي وللقيادة.
ولأن العين قدّمت للإمارات الكثير تاريخيًا وحضاريًا، فإنه يندر أن تجد عربيًا لا يعرف مدينة العين وتاريخها العريق. إن إرث المدينة يتحدث عن نفسه، عبر الملامح الثقافية والمعمارية والإنجازات التي تزخر بها.
اليوم، يعكس نادي العين روح المدينة بكل تفاصيلها. فهو الآن يتألف من خيرة الشباب من القيادة والمواطنين، الذين يجسدون التفاني والتميز في جميع مجالات حياتهم، ليس فقط في كرة القدم. إن هذا الولاء والانتماء غير المحدود من هؤلاء الشباب يشكل المحرك الذي يدفع النادي نحو المزيد من النجاح والتألق.
في الختام، عبر فوز نادي العين بدوري أبطال آسيا، تثبت العين مرة أخرى أنها مدينة الإنجازات والمجد. تاريخها العريق وأبطالها العظماء وروح الشباب المليئة بالحيوية والطموح، تشكل جميعها جعل من هذه المدينة رمزًا للفخر الوطني.