الوئام- خاص
دعمت السعودية القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها وعلى جميع الأصعدة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك من منطلق إيمانها الصادق بأن ما تقوم به من جهود تجاه القضية الفلسطينية، إنما هو واجب يمليه عليها ضميرها وعقيدتها وانتماؤها لأمتها العربية والإسلامية.
ويُعد موقف السعودية من قضية فلسطين من الثوابت الرئيسية لسياستها؛ بدءا من مؤتمر لندن عام 1935م، المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وأسفرت جهود السعودية دوليا عن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بغالبية كبرى، تأييدا لطلب عضوية فلسطين في المنظمة الدولية، وذلك في قرار يحمل طابعا رمزيا؛ بسبب الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن.
وحصد القرار، الذي ينص على وجوب “انضمام الفلسطينيين إلى المنظمة”، مع منحهم حقوقا إضافية كدولة مراقب، تأييد 143 عضوا، مقابل اعتراض 9 أعضاء وامتناع 25 عن التصويت.
في السياق، يذكُر عمرو جوهر، الخبير في العلاقات الأمريكية العربية، أن “هذا الاتفاق ترغب فيه الولايات المتحدة الأمريكية، وتسعى إلى إنجازه أكثر من أي وقت مضى، بعد أن قطعت السعودية شوطا معقولا في العلاقات مع الصين، وهو ما يهدد مكانة أمريكا في منطقة الخليج العربي، وهذا ما لا ترغب فيه واشنطن، لأنه يفتح الباب للاعبين جُدد في المنطقة”.
ويُضيف عمرو جوهر، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “سياسة السعودية الجديدة، التي تسعى إلى التنوع والتوازن في علاقاتها الخارجية، سواء على المستوى الدفاعي أو الاقتصادي، أثارت غيرة الولايات المتحدة الأمريكية التي لا ترغب في فقدان لاعب رئيسي في منطقة الشرق الأوسط واللاعب الأول في منطقة الخليج العربي”.
الخبير في العلاقات الأمريكية يشير إلى أن “الاتفاق الأمريكي-السعودي جزءا من ’صفقة كبرى’ في الشرق الأوسط، لإعادة بناء شكل التوازنات في المنطقة، ولكن الوضع المأزوم في غزة قد يحول دون ذلك مرحليا”.
ويختتم جوهر: “المطلب السعودي الأهم لنجاح الاتفاقية، إقامة دولة فلسطينية دائمة ومستدامة، وهو ما تُعارضه إسرائيل، ما يشكل خطرا على هذا الاتفاق بين الرياض وواشنطن”.