الدكتورة أسماء محمد سعد – استشارية الصحة النفسية والتربية الخاصة والاستشارات الأسرية
تناولت العديد من الدراسات الوصفية أو التجريبية عنف الزوج ضد زوجته أو ما يعرف بـ”Violenceagainst wife”، وأجمعت الدراسات على الآثار السلبية لهذا العنف الذي يكون في صورة ضرب أو إهانة لفظية أو سخرية دائمة أو تحكم مادي.
ويتسبب عنف الزوج ضد زوجته في التقليل من إمكانيات الزوجة، سواءً الثقافية أو ثقتها بنفسها أو قدراتها البدنية أو مستوى جمالها، وغير ذلك من مظاهر التأثير.
وفندت العديد من الأبحاث أن عنف الرجل ضد الزوجة قد يكون أحياناً دون تعمد، كأن تكون الظروف المحيطة عملت على تغير شخصيته وأثرت عليه؛ كالجوانب الاقتصادية أو الصدمات أو البطالة أو الفراغ أو تأثره بمن حوله، وغير ذلك.
ومن العوامل المؤثرة في تنامي العنف تجاه الزوجة، اختلاف البيئة التي ينتسب إليها الزوجان؛ كأن يكون أحدهما يعاني اضطراباً أو هناك مؤثرات خارجية أو عدم وجود توافق فكري أو اختلاف التنشئة الاجتماعية أو الفكر الديني المتطرف والجهل بالدين، وغير ذلك، مما يسوقنا إلى توضيح المعاناة التي تصاب بها الضحية من آثار واضحة، صحية وجسدية ونفسية.
ومن آثار عنف الزوج ضد الزوجة، الأكثر شيوعاً، الآثار الصحية، حيث تظهر بعض الأعراض، مثل فقدان الوعي، الغثيان، فقدان الذاكرة، صعوبة التنفس، مما تصاحبه اضطرابات نفسية؛ كالقلق والاكتئاب، وظهور مشاكل صحية عديدة؛ مثل: القولون العصبي، مشاكل القلب، اضطرابات النوم، وتناول أطعمة غير صحية، وإدمان المهدئات والكحول.
كما يسبب عنف الزوج ضد زوجته، شعور الزوجة بكونها فرداً غير مرغوب فيه، حيث تشعر بالدونية والعجز نتيجة العنف الواقع عليها، فضلاً عن الآثار الجسدية، مثل تأثر أو فقد بعض الحواس؛ كالحركة والبصر والسمع، والحروق والكدمات، كسور العظام، وتستمر آثارها لفترات طويلة من الزمن.
وفي أغلب حالات العنف ضد الزوجة، تحاول المرأة التأقلم مع الوضع المؤذي لها نفسياً وبدنياً، وذلك لحرصها على أسرتها أو لعدم وجود ملجأ آخر لها، أو تقدِم على التخلص من تلك العلاقة السامة بالطلاق.