كشفت دراسة علمية جديدة أُجريت في هولندا عن وجود صلة وثيقة بين الصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم، خاصةً لدى النساء.
وأظهرت النتائج التي نُشرت في دورية “Neurology” أن السيدات اللاتي يعانين من ارتفاع في ضغط الدم أكثر عرضة بنسبة 16% للإصابة بالصداع النصفي مقارنة بغيرهن.
يرجح الباحثون أن السبب وراء هذه العلاقة هو أن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ، مما يقلل من وصول الأكسجين إلى خلايا المخ وبالتالي يزيد من احتمالية حدوث نوبات الصداع النصفي.
من المعروف أن ارتفاع ضغط الدم يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة مثل السكتة الدماغية والنوبات القلبية.
وتأتي هذه الدراسة لتؤكد أن الصداع النصفي قد يكون مؤشراً إضافياً على وجود مشاكل في ضغط الدم.
على الرغم من أن الدراسة لم تثبت أن ارتفاع ضغط الدم هو السبب المباشر للصداع النصفي، إلا أنها تشير إلى ضرورة فحص ضغط الدم بانتظام، خاصةً لدى النساء اللواتي يعانين من الصداع النصفي المتكرر.
وتوصي التوجيهات الطبية بفحص ضغط الدم مرة واحدة على الأقل سنويًا للأشخاص فوق سن الأربعين.
وأشارت الدراسة أيضاً إلى دور عوامل خطر أخرى مثل التدخين ومرض السكري في زيادة أو نقصان خطر الإصابة بالصداع النصفي، ورغم أن المدخنين ومرضى السكري كانوا أقل عرضة للإصابة بالصداع النصفي، حذر الباحثون من أن هذه النتائج تحتاج إلى مزيد من الدراسة لتفسيرها بشكل كامل.
وأكدت الدكتورة أنطوانيت ماسين فان دن برينك، قائدة فريق البحث، على أهمية هذه الدراسة في فهم العلاقة المعقدة بين الصداع النصفي وأمراض القلب والأوعية الدموية، ودعت النساء إلى الاهتمام بصحتهن العامة، ومراجعة الطبيب بانتظام لفحص ضغط الدم ومناقشة أي شكاوى صحية.
وتؤكد هذه الدراسة على أهمية الحفاظ على ضغط دم صحي كجزء من نمط حياة صحي، وذلك للوقاية من العديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك الصداع النصفي وأمراض القلب والأوعية الدموية.