كشفت دراسة جديدة أن صحتنا النفسية قد تتأثر بشكل كبير بالجينات التي يحملها أصدقاؤنا ومعارفنا.
فبحسب الدراسة التي نشرتها مجلة “American Journal of Psychiatry”، فإن الأشخاص الذين يحيطون بنا في مرحلة المراهقة والطفولة، وخاصة أولئك الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة باضطرابات نفسية أو إدمان المخدرات، قد يزيدون من خطر إصابتنا بنفس هذه المشكلات، حتى لو كانت جيناتنا سليمة.
قام باحثون من جامعة “روتجرز” في نيوجيرسي بتحليل بيانات أكثر من 650 ألف فرد سويدي، ووجدوا أن الأشخاص الذين يرتادون نفس المدارس أو يعيشون في نفس المناطق مع أقران لديهم استعداد وراثي للإدمان أو الاضطرابات النفسية، يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه المشكلات بأنفسهم، بغض النظر عن استعدادهم الجيني الشخصي.
لا يزال العلماء يبحثون عن الآليات الدقيقة التي تربط بين الجينات الاجتماعية والصحة النفسية، ولكن يُعتقد أن هناك عوامل بيولوجية وسلوكية تلعب دوراً في ذلك، فربما يتأثر سلوكنا وأفكارنا بشكل لا وعي به بسلوك وأفكار أصدقائنا، مما يزيد من خطر تعرضنا للمخاطر نفسها.
يفتح هذا الاكتشاف آفاقاً جديدة لفهم أسباب الإصابة بالاضطرابات النفسية والإدمان، وقد يساهم في تطوير استراتيجيات جديدة للوقاية والعلاج.
فمن خلال فهم دور الجينات الاجتماعية، يمكن للباحثين تطوير برامج تدخل مبكرة تستهدف المجموعات المعرضة للخطر، مثل المراهقين الذين يحيطون بهم أصدقاء يعانون من مشاكل نفسية.
تثير هذه الدراسة تساؤلات مهمة حول دور البيئة الاجتماعية في تشكيل صحتنا النفسية، وتؤكد على أهمية اختيار الأصدقاء والمعارف، خاصة في مرحلة المراهقة.
كما تدعو إلى ضرورة توفير بيئات اجتماعية صحية تدعم الصحة النفسية وتقلل من خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية والإدمان.
يسعى الباحثون الآن إلى إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج وفهم الآليات الكامنة وراءها، كما يهدفون إلى تطوير أدوات تشخيصية وعلاجية جديدة تستهدف الجينات الاجتماعية.