في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة رسمية إلى الرياض، حيث التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتحمل هذه الزيارة دلالات كبيرة تعزز التعاون بين البلدين في مجالات متعددة، حيث تشير المؤشرات الاقتصادية إلى تطورات إيجابية في العلاقات الاستثمارية بين السعودية وفرنسا، حيث ارتفع رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2023 إلى نحو 65.2 مليار ريال (17.3 مليار دولار)، مما يشكل زيادة بنسبة 49.6 في المئة مقارنةً بعام 2022.
وحسب البيانات الصادرة عن وزارة الاقتصاد والتخطيط، بلغت صادرات المملكة إلى فرنسا خلال العام الجاري حوالي 23.7 مليار ريال (6.3 مليار دولار)، مسجلةً تراجعًا بنسبة 16.5 في المئة مقارنةً بالعام السابق.
وقد تصدرت قائمة الصادرات السعودية إلى فرنسا منتجات وقود وزيوت، بالإضافة إلى الشموع المعدنية والمراجل والآلات وأجهزة وأدوات آلية.
على الجانب الآخر، بلغت واردات المملكة من فرنسا في عام 2023 حوالي 16.6 مليار ريال (4.4 مليار دولار)، مع تراجع طفيف بنسبة 0.6 في المئة مقارنةً بعام 2022.
وتصدرت المراجل والآلات والأجهزة والأدوات الآلية قائمة الواردات، إلى جانب المنتجات الصيدلانية والزيوت العطرية.
كما أظهرت بيانات الاستثمار الأجنبي المباشر أن التدفقات الداخلة إلى السعودية بلغت 11 مليار ريال (2.9 مليار دولار)، في حين وصلت التدفقات الخارجة إلى 120.7 مليون ريال (32.1 مليون دولار) خلال العام الماضي.
تعكس زيارة الرئيس ماكرون إلى الرياض، والتي تستمر ثلاثة أيام بدءًا من يوم الاثنين، الطموحات المشتركة لتعزيز التعاون في مختلف القطاعات، بما يتوافق مع “رؤية السعودية 2030″ و”فرنسا 2030”.
ومن المقرر أن يحضر الرئيس الفرنسي قمة “المياه الواحدة” يوم الثلاثاء، على هامش مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).
كما سيشارك في “منتدى الاستثمار السعودي – الفرنسي”، الذي يسلط الضوء على الشراكات المستقبلية بين البلدين، والفرص الواعدة التي يوفرها القطاع الخاص، مع تنظيم اجتماعات ثنائية بين الشركات المشاركة من الجانبين لتعزيز التعاون المشترك.