الدكتور محمد عبدالله – أخصائي التربية السلوكية والنفسية وثقافة الأطفال
يعتمد تحسّن طفل “طيف التوحد” بشكل كبير على عدد من العوامل، أبرزها التدخل المبكر، ونوعية الدعم المقدم، وخصائص الطفل الفردية، فضلا عن الرعاية المقدّمة من الوالدين؛ وتحديدا الأمهات.
تحديات كبيرة
وفي الوقت الذي يظهر بعض الأطفال المصابين بـ”طيف التوحد” تحسنا ملحوظا في مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي مع مرور الوقت، قد يواجه آخرون تحديات أكبر في التكيف مع بيئتهم وتطوير المهارات الأساسية.
ويعدّ التدخل المبكر أحد أهم العوامل الأكثر أهمية في تحسين حياة طفل “طيف التوحد”، وتؤكد دراسات أن البرامج العلاجية المبكرة، التي تبدأ من سن 18 شهرا إلى 3 أعوام، يمكن أن تحدِث فارقا كبيرا في تقدّم الطفل.
يشمل التدخّل المبكر برامج تعليمية وسلوكية مخصصة؛ مثل “تحليل السلوك التطبيقي” (ABA) و”العلاج بالتواصل واللغة”، ما يساعد الأطفال على تعلم مهارات جديدة وتطوير استراتيجيات للتعامل مع المواقف الاجتماعية.
التدخلات المبكّرة
الهدف من هذه التدخلات هو تحسين قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين، وتعليمه المهارات اللازمة للتواصل بطرق بديلة؛ مثل استخدام الإشارات أو التكنولوجيا المساعدة (كالأجهزة الإلكترونية التي تُسهم في تسهيل التواصل).
ومع مرور الوقت، قد يحقق الطفل تقدما كبيرا، مثل القدرة على التحدث ونطق الكلمات وبعض الجمل القصيرة للتعبير عن احتياجاته، وتكوين علاقات اجتماعية، والتفاعل في بيئات تعليمية بشكل أكثر فعالية.